فصل الشتاء في رواية عاشت حلب

فصل الشتاء في رواية عاشت حلب

فصل الشتاء في رواية عاشت حلب

لقد مرّ علينا أيام صعبة لا يمكن نسيانها بسهولة

ولا نعلم ما سيمر علينا من ظروف سيئة قادمة!

هل سنقدر على تجاوزها كما تجاوزنا التي قبلها؟! 

أم سنموت جميعًا بعد قليل؟!


لقد كان فصل الشتاء الماضي بارد جدًا...

لا أعرف إن كان هو كذلك حقًا أم عدم توفر المحروقات من جهة

والكهرباء من جهة أخرى جعله بارد بهذا القدر!


فبعد عملية التخريب التي تعرضت لها المحطة الكهربائية الكبيرة

غرقت مدينة حلب  في ظلامٍ دامس وبردٍ قارص

كون الكهرباء لها دور فعّال في نشر الدفء عبر السخانات الكهربائية المشعّة في الكثير من الأوقات الباردة،

بالإضافة الى أنّ الحصار القائم على المدينة وإغلاق الطرقات الدولية

جعل من تأمين مادة المازوت لأجل التدفئة أمر صعب جدًا مما ضاعف من ثمن اللتر منه إلى حد لا يُطاق!

لا معين للسباحة في بحور المفاجآت ولا طوق نجاة تتمسك به لتعوم نحو النور.

 لم يبق سوى الغاز كي يكون المنازع القوي لتلك المهمة

ناهيك عن الطبخ الذي يلزم الغاز أيضًا مما حوله إلى مادة مطلوبة بشكل خرافي!

بالرغم من أن طريقة الحصول عليه تعتبر سهلة

فهي لا تتطلب سوى تسجيل الاسم ورقم الهاتف لدى مختار الحّي بموجب دفتر العائلة

مع إدراجه بِفيتامين واو (واسطة) إلا أنه قد يتأخر يوم توزيع الأنبوبات الممتلئة إلى أجلٍ غير مسمى!


 وبعد غياب الغاز لأيام طويلة لم يكن أمامنا سوى الحطب المنافس الأقوى لكل ما سبق

فهو مصدر متوفر في الشوارع وفي كل مكان.

كان مشهد الرجال وهي تقوم على تقطيع الأشجار المتواجدة على الرصيف عادي جدًا

وتكسير المقاعد الخشبية  في الحدائق بغية حرقها داخل المدافئ

من أجل نشر الدفء والطبخ عليها أمر لا نقاش فيه!

في الحالات الطارئة تصبح كل الأشياء لا قيمة لها مقابل الحياة

لم يكن أحد يعترض على مسألة قطع الأشجار

فالبرد ظالم لا يرحم  وتجّار الأزمات الذين يستغلون لهفة المواطن أظلم.

لكن في المقابل حصل شيء لم يكن في الحسبان

فقد ارتفعت أسعار المدافئ القديمة التي تعمل على الحطب إلى فوق الوصف

بعدما كانت مرمية في المستودعات

أو أفضل ما هنالك كانت مجرد قطعة أثرية مركونة في إحدى زوايا صالة الدار.


لا يعرف المرء مدى قوة تحمله

إلا بعد تجاوز المحنة التي تعرض لها.


رواية عاشت حلب 

من إصدار دار الحامد للنشر والتوزيع في الأردن

عام 2017

لسماع الرواية كاملة على قناة اليوتيوب 

اضغط هنا

عاشت حلب

رواية اجتماعية من مؤلفات الأديبة والكاتبة الروائية

نور شحط

يمكنكم قراءة الرواية بعد تحميلها مباشرة من الرابط أدناه

رابط تحميل الرواية

تعليقات