أنواع التفكير من قسم صراع العقول _كتاب لمبة واحدة لا تكفي

 

أنواع التفكير من قسم صراع العقول _كتاب لمبة واحدة لا تكفي

جميعنا بشكل عام يملك عقول لكن في الحقيقة ليست بنفس القدرة الاستيعابية والإنتاج الفكري

بل بقدرات متفاوتة وتفكير مختلف مما يجعل كل واحد منا له بصمته الفكرية الخاصة به

مهما تشابهت العقول يوجد اختلاف في طريقة التفكير

وحسب ما صادفت من أشخاص على مدار حياتي اكتشفت ثلاثة أصناف للتفكير:

عقول ذات تفكير عاطفي، ومنها ذات تفكير خيالي وأخرى ذات تفكير واقعي... 

صاحب التفكير العاطفي هو الذي تتحكم العاطفة والمشاعر بأفكاره ويرمي اتخاذ القرارات على عاتق القلب فكثيرا نسمع من أصحاب هذا النوع من التفكير أن أغلب أفعالهم نتيجة الإنصات إلى صوت قلوبهم!

(قلبي قال لي اعمل كذا، قلبي حثنّي على كذا، قلبي قبضني على عمل كذا…)

 أهداف صاحب هذا التفكير  قريبة حيث يفكر كل يوم بيومه من خلال قلبه وما يملكه من مشاعر وقد نجده يلقي اللوم على نفسه إن فشل في عمل ما لم ينصت فيه إلى صوت قلبه ويشكرها على إطاعة صوت قلبه إن نجح!

 وكثيرًا ما نرى عقول عاطفية أو تفكير عاطفي لدى النساء والأمهات حصرًا، لذا لا تحبذ بعض شعوب البلدان أن تستلم النسوة أي مناصب سياسية وقيادية أو رئاسة مجالس القضاء، مبررين بذلك أن المشاعر العاطفية لديها من تسامح ولين ورأفة تغلب التفكير المنطقي في أغلب القرارات الصادرة، وهذه حجة غير مقنعة!

ما دامت المرأة تملك المؤهلات المطلوبة والإرادة للقيام بأي عمل على أكمل وجه لا بد أن تكون في المكان المناسب، حيث أُثبت أن المرأة عضو فعال ووجودها في ميدان العمل والسياسة مهم جدًا.   

في الحقيقة العقل هو المسؤول الأول والأخير على اتخاذ أي قرار بحسب المعطيات التي لديه وما يملكه من معلومات تجاه الأمر، أما القلب فهو مجرد مضخة تضخ الدم إلى باقي أنحاء الجسم ومنها العقل الذي بدوره يعطي الأوامر سواء كانت حركية أو حسية.

 أما صاحب التفكير الخيالي يكون بعيد كل البعد عن الواقع وغالبًا ما يكون بارد المشاعر (عايش ومش عايش) قراراته غير منطقية قليل التفاعل مع الآخرين ويحب الوحدة، يعتبر نفسه إنسان مسافر عبر آلة الزمن! 

ومن المتوقع أن الفكرة المتميزة والغريبة تخرج من أصحاب التفكير الخيالي حيث الابتكار والإبداع لا حدود له سواء كان من خلال الفن أو العلم أو الأدب أومن أجل التخطيط لجريمة، معظم أصحاب هذا النوع من التفكير يملكون مساحات شاسعة من التفكير لا يملكها أي شخص عادي... 

التفكير الخيالي ذو حدين أحدهما بنّاء ونقيض مدمّر.

التفكير الخيالي له ألف جناح يطير بك أينما تشاء وأنت في مكانك (فكرة تاخدك وفكرة تجيبك) مع الانتباه على أن التفكير الخيالي ذو حدين أحدهما بنّاء ونقيض مدمّر، أو يمكننا القول أن الفكر الخيالي له طريقين أحدهما يبدأ بحلم والآخر ينتهي  بوهم، إلا أن بعض المفكرين يرى أنه مهم من وقت لآخر فهو بمثابة عملية تنشيط للأفكار وإعادة تشغيلها، فليس من الجيد أن يضع المرء عقله في صندوق ويقفل عليها! كأنما حكم على نفسه أن يحيا حبيس ذاته بشكل مؤبد. 

 بينما صاحب التفكير الواقعي يبني نظرياته على أرض الواقع التي يعيش عليها ويأخذ من نظريات مماثلة أهم القرارات عن طريق دراسة النتائج الواضحة أمامه وبناء عليه يتحرك أو لا يتحرك، يقول أو يَصمت، إنسان واعي مدرك لما يدور حوله، يفكر للبعيد قبل القريب أي لا وقت هنا للعاطفة وما يقوله القلب ولا مكان للخيال...

محور التفكير الواقعي يصب دائمًا على المعادلة:

واحد زائد واحد يساوي اثنين ليست بواحد كما يفكر صاحب العقل العاطفي

ولا عشرة كما يفكر صاحب العقل الخيالي.

 وأكبر مثال على مثل تلك العقول هم الأشخاص الذين يعرفون كيف يخرجون من المعارك بأقل الخسائر حين يدركون أن النتيجة ليست لصالحهم، وهذا في الحقيقة ذكاء لا يقدر بثمن، لأن الحياة تبقى مستمرة مهما توالت عليها المصائب والمحن، أما غير ذلك هو عذاب لا قيمة له…

ولذلك حياة أصحاب هذا النوع من التفكير تكون خالية نسبيًا من المشاكل والأمراض النفسية كونهم سريعو التأقلم والاندماج مع الواقع وما يحيط بهم من أحداث وتغيرات، أقرب مثال عليهم الأشخاص الذين خرجوا من  الحرب سالمين بأرواحهم بعدما فقدوا كل شيء، ثم بدؤوا من الصفر وهم على يقين أن الإرادة هي الخطوة الأولى لأي بداية جديدة، وأن البطل لا يكون بطلًا إلا إذا قام بأعمال فوق طاقته.   

 

قبل القيام بتصنيف عقلك في أي نوع تفكير هو؟ 

أحب أن أخبرك الحقيقة التي تأكدت من صحتها: ألا وهي أن جميعنا يمر على الأصناف الثلاثة للعقول التي ذكرت لكن بدرجات متفاوتة عن بعضنا البعض، حيثما يبقى أحدها هو التفكير الأكبر والأقوى، أي ربما يكون المرء عاطفي في أغلب أفكاره والباقي منها يتأرجح بين الواقع والخيال، أو ربما يكون تفكير المرء واقعي بشكل واسع بينما الخيال لديه ضيق جدًا والعاطفة يمر عليها مرور الكرام….

وهذا برأيي أمر جيد حيث التمسك بتفكير محدد من الأصناف السابقة دون الآخر يحد من فرص التجاوب مع الأحداث التي قد يتعرض لها المرء بشكل مفاجئ غير مخطط له، بالإضافة إلى تقبل الخيارات المطروحة من كافة الجوانب ثم دراستها قبل الشروع بأي فعل أو عمل.

التمسك بنوع تفكير دون الآخر يحد من فرص التجاوب مع الأحداث التي قد يتعرض لها المرء بشكل مفاجئ.

لمبة واحدة لا تكفي

كتاب تنمية من مؤلفات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط

للقراءة رابط التحميل المباشر

لسماع الكتاب على قناة اليوتيوب اضغط هنا 

يمكنكم طلب الكتاب من موقع نيل وفرات لبيع الكتب اون لاين  

الكتاب من إصدار مؤسسة هبة بنداري للتنمية دار واو للنشر والتوزيع في مصر.