الأخوة التوأم في رواية دلوك الشمس

تجسّد معنى التناقض في الأخوين جواد وجاد على أنهما شخص واحد يملك صفات مزدوجة

بين الصخب والهدوء، بين الجنون والعقلانية، بين الرغبة والحكمة, الجرأة والخجل

وما بين المكر والطيبة، الشجاعة والخوف، وبين القوة والضعف...

هذا لأن جواد كان يبحث عن الكمال في شخصيته فتارة يكون جواد وتارة يصبح جاد

بحسب ما يُمليه عليه المكان والزمان أو الظرف والموقف

مما أثّر سلباً على جاد وقيدّه في خانة الصفر على الشمال.

حاول جاد كثيراً أن يخرج من دائرة الالتباس مع شقيقه بعروض باءت جميعها بالفشل

حتى إنه اقترح عليه ذات مرّة أن يقوما بوشم اسم كل منهما على معصمه

ليكون إثباتاً يتعرف إليهما الناس والأقرباء، أتى به جواد بالرفض قطعياً بحجة أن الوشم يحمل مخاطر صحية

منها نقل أمراض في الدم عن طريق الأداة المستخدمة، وهو لا يثق بنظافة إبرة الوشم!

ناهيك على أن الوشم حرام، والموشوم لا يُدفن في مقابر المسلمين

وهو لا يريد أن يبتعد عن جدّه الأكبر ربيع إن وافته المنية...!

وكان كلمّا قام جاد بتغيير تسريحة شعره

يذهب جواد إلى الحلاق مباشرة ليقوم هو الآخر بتغيير تسريحته أيضاً على ذات شكل تسريحة أخيه

فيقول له الحلاق: منذ قليل أتى جاد.

- أنا جاد...! إنه جواد الذي أتاك منذ قليل.

فيضحكا ليتابع الحلاق كلامه: لا فرق بينكما

فكلما تكبران تشبهان بعضكما أكثر في الملامح والتصرفات

حتى أمسينا لا نكترث بمَن يكون جاد أو جواد.

يبتسم جواد أمام المرآة, فهذا ما يصبو إليه....

صدرت ورقيًا لأول مرة عن دار الغاية للنشر والتوزيع في الأردن عام 2018

أعيد نشرها الكتروني عن دار حروف منثورة عام 2020

لقراءة الرواية كاملة

NUR SHAHHET