أسباب فشل تواصل الأب مع أولاده | مهارة التواصل والطرق الحديثة في التربية | الحلقة (23) من كتاب شهد الوصايا

الحلقة الثالثة والعشرين من سلسلة اسمع كتاب شهد الوصايا

مستمرة معكم في فقرة تواصل الأب مع أولاده من قسم التواصل العائلي

في هذه الحلقة:

إن مسألة تواصل الأب مع طفله من أكبر المشاكل التي تعترض الأب،

حيث ما يزال هذا التواصل لدى الغالبية منهم خاضع لأنماط مخزّنة في الذاكرة من مراحل الطفولة لديهم.

تواصل الأب مع أولاده لا يزال في معظمه تقليدي، يفتقد إلى أسلوب الحوار العائلي.

إنّ الطفل يرفض بطبعه التعلم بأسلوب الأمر المباشر،

وإنما يمكنه التعلم بالملاحظة والقيام بتجربة تصرفات الأب عن طريق تقليده.

على الأب أن يكون نموذج صالح لطفله،

لأن الطفل يقوم بتقليد سلوك والده أكثر من تنفيذ نصائح وأوامر لسلوكيات لا يراها…

طبيعة غياب الأب عن المنزل بسبب عمله يجعل ساعات التواصل بينه وبين طفله قليلة جدًا.

يقوم الأب بتعويض غيابه عن المنزل بالأمور المادية،

مما يجعل التواصل مع طفله يقتصر على تلك الأشياء المادية فقط،

فيقع الطفل تحت برمجة آلية لهذا الوضع ويكبر على أن التواصل مع والده يقتصر على تلك الأمور.

مرحلة المراهقة من أصعب المراحل العمرية التي يمر بها أبنائنا،

على الأب هنا أن يعمل بجهد للتواصل مع ابنه المراهق بشكل سليم،

لأن اجتياز تلك المرحلة بنجاح يشكل علامة فارقة في تكوين شخصية المراهق ومستقبله.

يحتاج الطفل المراهق الى الرعاية والمساندة من والده،

لذا يجب تقديم هذه المساندة بطريقة تحميه من المجهول.

على الأب أن يعلم أن المراهق بحاجة إلى إشباع حاجاته المعنوية من حب ورعاية،

وتقدير لذاته والاستماع لرأيه أكثر من الاهتمام بحاجاته المادية من مأكل ومشرب ومصروف…

تخصيص فترة من الزمن بشكل يومي ولو عشرة دقائق لجلوس الأب مع ابنه،

والسؤال عن أحواله الدراسية أو عن آخر منجزاته في الحياة.

الإنصات إلى الطفل المراهق بكل صدق وجدية للمشاكل التي يواجهها،

ومشاركة الأب في حلها في حال كانت المشكلة كبيرة ومعقدة،

وعدم السخرية أو الاستهزاء لما يعترضه من أحداث.

من الأفضل ترديد كلمات الإعجاب والتشجيع، كيّ يشعر المراهق بأنه فرد مهم ومميز في العائلة.

على الأب أيضًا الابتعاد عن الرفض والعتاب والتوبيخ والنقد لكل صغيرة وكبيرة تصدر من الابن.

عدم المقارنة بينه وبين ذويه من الأقارب والجيران مهما يكن،

لأن رد الفعل سيكون متمثل في حالة من التمرد والعناد والعصيان،

مما يوسع الفجوة بين الأب وابنه المراهق وقد يلجأ بعدها إلى رفاق السوء.

إنّ جلسات النقاش والمحاورة ومشاركة الابن في التعليق على الأحداث،

أسرية كانت أو اجتماعية أو علمية، من شأنها أن تضيف له الكثير من الثقافة العامة.

يستطيع الأب أن يجعل الابن يتقبل نفسه ويحترم ذاته ويحبها ويحب الآخرين ويحترمهم بدرجة كبيرة ومعقولة،

وذلك عبر حديث ودّي يبث الألفة والود والأمان بين الأب وابنه المراهق.

يمكن للأب القيام بشرح ثقافة الفروق وإقناعه بها،

بأن لكل فرد ظروفه وقدراته وجميعنا ليس شخص واحد وأن لكل إنسان بصمته الخاصة في الحياة.

على الأب إنشاء علاقة اتصال عبر الابتسامة، كونها توطد العلاقات بينهما وتسهل لغة التواصل العاطفي،

ويستطيع عبرها تمرير مفاهيم عن طريق بث رسائل تربوية أو معنوية يكون الابن جاهز لاستقبالها.

الابتسامة تزرع بذرة الطمأنينة في نفس المراهق وتجعله يتقبل ملاحظات والده بصدر رحب.

عندما يكون التواصل بين الأب وابنه على أكمل وجه من الجودة والجمال،

يخلق بعضًا من الخصوصية والأسرار بينهما،

مما يوطد العلاقة التي تربطهما، فيكون لها طعم مختلف عن علاقة الابن بوالدته.

مراعاة التغيير السريع في طرق التربية والإرشاد،

كما يجب مجاراة التكنولوجيا التي أصبحت جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية،

والعمل على فك العقد القديمة المتوارثة.

انتهت الحلقة الثالثة والعشرين من كتاب شهد الوصايا.


    لسماع حلقات الكتاب كاملة على قناة اليوتيوب 

 اضغط هنا 

 شهد الوصايا كتاب تخصصي في بناء الذات، يهتم بمهارات التواصل

من إصدارات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط

للقراءة اضغط على رابط تحميل الكتاب 

شهد الوصايا من إصدارات مؤسسة هبة بنداري للتنمية الثقافية  

تعليقات