- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
الحلقة الرابعة والعشرين من سلسلة اسمع رواية عاشت حلب
متابعة للموقف الثامن من الرواية والذي يحمل عنوان:
لكل موقف نقطة توقف
في هذه الحلقة:
مضى عيد الفطر على أهالي المدينة دون أي سابق تحضيرات،
لم يكن مثل ما مرّ من أعياد سابقة، لقد اختفت طقوس التحضيرات لقدوم العيد وغابت الاحتفالات وغيرها…
إحساس الناس بأنهم ضيوف غلب على أنهم أصحاب المنزل، وهذا جعل أيديهم مقيدة لا يقووا سوى على الانتظار...
لقد باتت المرء مستعد لترك كل شيء من أجل النجاة بروحه،
فالمنزل لم يعد يملك الأمان الكافي للشعور بالراحة والاستقرار داخله، لربما في أي لحظة يُهدّ فوق رأسه.
ثمة أشياء تصبح ذات قيمة أكبر عندما نكون بحاجة لها.
الكعك أصبح من الكماليات فهناك مواد غذائية أهم بكثير من الكعك وأولها الخبز!
فأي شخص موجود في المدينة لو خيروه بين الكعك والخبز سيختار الخبز بالتأكيد…
أما عن ضيافة العيد فقد اقتصرت على تقديم القهوة فقط، فقطعة الشوكولا إن وُجدت تُعتبر مصيدةً للشبهات.
الحلويات الشرقية التي يَشتهر بها العيد كَالكرابيج والمعمول والمبرومة بالفستق الحلبي وسوار الست وغيرها …
أصبحت في الويلات، لا جدال عليهم أنهم أضغاث أحلام وليسوا إلا أسطورة تُحكى ضمن حديث العيد.
الفاكهة أوشكت على الانقراض، حيث في بعض الأحيان الكيلو غرام لبعض الأنواع نافس سعر غرام الذهب!
الفاكهة في العيد الماضي كانت كنز من كنوز علي بابا، ومجرد وجودها على مائدة الضيافة قد تثير التساؤل:
من أين لك هذا؟!
لا مجال للمناقشة أو للمنافسة عندما يكون المطلوب مفقود.
القلوب محروقة بكل ما فيها من آهات، لم يكن هناك أي بهجة لقدوم العيد فالناس انشغلوا بأشياء أهم...
إن لم تستطيع التحكم بالأمور لا تدعها تتحكم بك، عندما تصل إلى تلك النقطة فاعلم أنك بطل من أبطال المواجهة.
الحياة مدينة ملاهي كبيرة ولحظة الولادة هي تذكرة الدخول،
وشئت أم أبيت عليك الخوض في جميع الألعاب مهما كانت! فطالما أنت تتنفس إما تلعب أو تموت.
الحياة ستبقى مستمرة حتى في أخطر مدينة في العالم!
لم يعد غريب أبدًا أن تضع سيدة مولودها في المنزل كما كان الأمر من قبل
طالما حالة الولادة لا تستدعي أي تدخل طبي.
المراقبة تجعلك تعيش حياة الآخرين دون أن تشعر بشعورهم، هي ممتعة للحظات عندما لا تملك ما تفعله،
ولكنها سيئة جيدًا إن أطلت بها وأصبحت العمل الوحيد الذي تقوم به.
كل واحد منّا لديه أحمال هو وحده يحملها فوق أنفاسه فلا ضير إن وقف قليلًا يلتقط ما وقع منها.
الأمور الشخصية تأتي دائمًا في المقدمة وأي أمر آخر يكون ملحقًا بها،
مع أن كل الأمور التي تحيط حولنا تنعكس علينا إما بالفرحة أو الحزن...
وأن يفرح المرء وحده ليست بفرحة كبيرة مستمرة! هي فرحة مؤقتة لها توقيت محدد وتمضي...
كذلك هو الحزن له ميقات من السهل جدًا التخلص منه…
الأشخاص المتفائلة وحدها تعرف كيف تعيش.
تقول العادة في المدينة: أن أول مولود ذكر للعائلة عليه أن يحمل اسم جدّه دونه عن غير الأسماء.
على الفرح أن يرتدي ثوب فضفاض ليستر من تحته الألم.
انتهت الحلقة الرابعة والعشرين من رواية عاشت حلب، وانتهى معها الموقف الثامن.
رواية واقعية من مؤلفات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط
يمكنكم قراءة الرواية بعد تحميلها مباشرة من الرابط أدناه
من إصدار دار الحامد للنشر والتوزيع في الأردن عام 2017
تعليقات
إرسال تعليق