حلب المدينة المعزولة والهروب إلى المجهول | سبب تسمية حلوى المأمونية | الحلقة (25) من رواية عاشت حلب

الحلقة الخامسة والعشرين من سلسلة اسمع رواية عاشت حلب

وصلنا إلى الموقف التاسع من الرواية والذي يحمل عنوان:.

القرار سيد الموقف

في هذه الحلقة:

داخل كلّ منّا مرآة داخلية… وما يراه الآخرون ليس إلا إنعكاس حقيقة تلك المرآة.

لحظات الشرود تنخر في هواجس المرء كنخر السوس في الخشب لتُطقطِق فيها متى تشاء....

المدينة وقعت في عزلة تامة عن المدن الأخرى، وكأنها شُطبت من الخارطة!

المدن الساحلية لا غبار عليها فهناك دائماً مَن يقوم بتنظيفها على أكمل وجه...

العاصمة تمارس نشاطاتها كعادتها من الإحتفالات بِدأً من الإحتفال بعيد المرأة إلى الِإحتفال بعيد الشجرة... الخ

اختفى أكبر مهرجان للقطن في حلب، كان يقام في بداية الخريف من كل عام.

البرامج التلفزيونية كما هي! لم يتغير فيها شيء من برنامج صباح الخير وطني إلى البرامج العلمية بأنواعها...

حلب رئة الصناعة السورية وعقدة تجارتها، فيها أكبر تعداد سكاني عن باقي المحافظات.

عادي جداً أن يكون الجواب عادي لسؤالك كيف الحال ..؟ دائماً و أبداً عادي... عادي!

الموت في حلب كائنٌ ما كنت هو القاسم المشترك الأصغر في كل معادلة مستعصية الحل،

والهروب منه الى المجهول يُعتبر موت أيضاً لكن بشكلٍ آخر.

عَلت موجة الهجرة الى الخارج في بشكل مرعب، وبدأت الناس تركبها رغم الخطورة الكبيرة،

خصوصاً الشباب الذين فقدوا عملهم أو الذين أنهوا الدراسة الجامعية،

كذلك العائلات المنكوبة التي لم تعد تحتمل المزيد من الضغوط النفسية آَسرت الهجرة إلى أوروبا عن طريق تركيا.

هناك الكثير من الناس رحلوا مُودّعين كلّ ما مضى على أنه كابوس طال حضوره،

حملوا معهم حقائب مليئة بالذكريات مع تذاكر تتجه إلى حياة جديدة في بقعة آمنة من بقاع الأرض،

معظمهم أدار ظهره وذهب دون رجعة، والبعض منهم قال إنه غياب مؤقت فتركوا طريق العودة مفتوح…

قضية الانسلاخ عن الوطن ليست كباقي القضايا التي نتكلم عنها وندافع عليها،

إنها قضية حساسة ومؤلمة جداً

مهما كانت مقومات النزوح مُغرية يبقى طعمها مرّ لاذع وَمفعولها مؤقت مثل المسكنات

التي تعطى لأمراضٍ مستعصية العلاج...

يبقى لكل شخص أسباب تضعه داخل متاهة كبيرة لاتخاذ أي قرار،

بإِستئناء الذي باع ضميره بِأبخص الأثمان واستغل الحرب في غاياته الدَنئية

في مشاركة لقمة عيش المواطن المنكوب مادياً ونفسيأً، نجده المستفيد الوحيد لتلك الفوضى.

ولائم الألم التي تصيب المرء بالتخمة كفيلة بأن تجعله يتقيأ ما قام على تناوله سابقاً من مقبلات فرح شهيّة،

فيصبح فارغ جائع يبحث عما يسد شغفه ويحقق أحلامه.

المأمونية نوع من التحلية تُقدم في المناسبات السعيدة وسُميت بذلك نسبة الى الخليفة العباسي المأمون

الذي كان يحب تناولها كل صباح ومدينة حلب مشهورة بها جداً وَنلفظها بالعامية مَامولية.

هناك صوت قوي عالي التوتر كدوي الرعد خرق حاجز الأمان حتى وصل إلى أعماق الخوف...

انتهت الحلقة الخامسة والعشرين من رواية عاشت حلب.


   لسماع الرواية كاملة على قناة اليوتيوب 

 اضغط هنا

عاشت حلب

رواية واقعية من مؤلفات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط

يمكنكم قراءة الرواية بعد تحميلها مباشرة من الرابط أدناه

رابط تحميل الرواية

رواية عاشت حلب 

من إصدار دار الحامد للنشر والتوزيع في الأردن عام 2017  

تعليقات