التواصل مع الأقارب وكيفية المحافظة على العلاقة العائلية بشكل سليم | الحلقة (29) من كتاب شهد الوصايا

  الحلقة التاسعة والعشرين من سلسلة اسمع كتاب شهد الوصايا

وصلنا إلى فقرة التواصل مع الأقارب من قسم التواصل العائلي

في هذه الحلقة:

لكل عائلة شجرة ترمز إلى نسب العائلة وأصولها، والأقارب هم الذين ينتمون إلى نفس شجرة العائلة،

وأي رياح أو عواصف تهب على تلك الشجرة لا بد أن تصيب الجميع بها من الجذور إلى الفروع….

تعتبر صلة الرحم من أهم مقومات سعادة المجتمع وترابطه،

حيث التآلف الحاصل بين الأقارب من خلال التواصل فيما بينهم هو أكبر داعم قوي، 

ومصدر رئيسي في نمو العلاقات مع الآخرين…

يجب على كل قريب أن يصل قريبه بالمعروف والإحسان في المعاملة بحسب ما تتطلبه قوة القرابة والحاجة،

وهذا ما يقتضيه الشرع والعقل والفطرة.

إن عملية التواصل مع الأقارب تختلف بشدتها من مجتمع إلى آخر...

في مجتمعات العشائر تكون العلاقة فيما بينهم قوية جدًا والتواصل له قيمته الكبيرة،

طالما يحكم العشيرة الجد الأكبر لديهم والجميع ملزمين بتنفيذ أوامره وإِطاعته…

بينما في المجتمعات المدنية الحديثة فكل أسرة في العائلة الواحدة مسؤولة عن قراراتها 

والتي تحدد من خلالها مدى قوة العلاقة مع الأقارب أو ضعفها…

وقد نرى في المجتمع المدني أحيانًا عائلات يكون الترابط والألفة فيما بينها قوي جدًا،

والغالب فيها العكس تمامًا! مجرد شجرة من البلاستيك تحت مسمى شجرة العائلة، وما أكثرها من أشجار!

أما في المجتمعات الغربية فقد لا نلمس تلك العلاقة أبدًا، 

كون الشخص يقطع التواصل عن أهله وأقاربه حين يبلغ سن الثمانية عشرة، 

ونادرًا جدًا أن تلتقي الأقارب مع بعضها، ربما في مناسبة زفاف كبيرة أو في الكنيسة لحضور تأبين وفاة أحدهم.

تلعب الأسرة دور هام في دعم وتوطيد صلة الرحم مع الأهل والأقارب،

حيث من الواجب أن يحرص الأب والأم في تنشئة الأبناء على حب الأقارب وزيارتهم بشكل مستمر.

على الأهل تعليم أولادهم أسس وقواعد الدين بشكل صحيح وتربيتهم على حب الخير ومساعدة الكبير،

وزرع قيم المحبة والتواضع فيهم…

كما ينطوي دور الأب والأم على التحلي بالأخلاق وعدم رد الإساءة بالإساءة مع الأقارب والأرحام 

حتى لا يكتسب الأطفال القيم والصفات السلبية، فهم يتأثرون كثيراً في المراحل العمرية المُبكرة بتصرفات آبائهم.

إن صلة الرحم تنطوي على الكثير من المظاهر والسلوكيات التي يجب القيام بها لمدّ صلة الرحم مع الأقارب والأهل،

 ومن أهمها:

1 معاملة الأقارب بكل تقدير، واحترام، وتجنب المزاح الثقيل، وترك الألفاظ الجارحة

2 الإقلال من اللوم والعتاب، والتحلي بمحاسن الآداب، والتخلق بمكارم الأخلاق

3 التماس الأعذار لهم، ومعاملتهم باللين والرفق

4 إزالة الخلاف بين الأقارب والأرحام

5 عدم السماح لبعد المسافة في التفريق بين الأهل

6 مساعدة الأقارب في حل مشاكلهم والوقوف بجانبهم في أحزانهم وهمومهم

7 القيام في مدهم بالمال في حال احتاجوا إليه

8 المحافظة على القيام بتنظيم اجتماعات دورية بين أفراد العائلة الكبيرة لحل للمشاكل العائلية إن وُجدت

9 المواظبة على التواصل مع الأقارب هاتفياً من فترة إلى أخرى للسؤال عنهم والإطمئنان على أحوالهم

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتطور تقنيات الاتصالات 

أصبح البعض يستخدم التكنولوجيا للتواصل مع أقاربهم،

مما ساهم إلى حد كبير إلى إقبال الكثير من الناس على قطع أرحامهم،

إلا أنها وسيلة تواصل جيدة إن كان هناك مسافات طويلة بينهم.

هناك ظاهرة تطفو على سطح المجتمع الشرقي،

وهي ظاهرة سيئة للغاية، إنها التفريق في تعامل الأشخاص بين الأقارب وغير الأقارب!.

أكثر الناس يحسنون التعامل مع غير الأقارب بإعطائهم المزيد من الاحترام والتقدير 

لوجود مصلحة ما أو لمجرد حاجة لتحقيق غاية، ولكننا نجدهم مختلفين في التعامل مع الأقارب! 

فتراهم يرفعون الكلفة معهم ولا سيما أن كثرة المزاح الثقيل الذي يصل إلى حد التجريح 

قد يسمح إلى بعضهم بقذف ألفاظ نابية وكلمات قاسية.

أن كثرة العتاب، والمبالغة في اللوم من الأسباب والوسائل المؤدية إلى زرع الفرقة، والشقاق بين الأقارب،

لكل واحد من الناس ظروفه، وأحواله، وأعذاره، 

فقد تكون هنا أسباب جوهرية في صدور قرارات أو تصرفات من بعضهم،

قد لا يعرفها الآخرون، مما يؤثر على نتيجة إدلاء حكمهم إلى المواقف التي تعرضوا لها!.

إن احترام المرء لأقاربه هو في الحقيقة احترام لنفسه ولعائلته، لأن الأقارب والأهل هم عز الفرد وفخره وسنده.

أما في حال نحن مَن تعرّض إلى أذى من جهة الأقارب، 

فما علينا سوى الانسحاب بكل هدوء، والتركيز على أحوالنا في الحياة.

انتهت الحلقة التاسعة والعشرين من كتاب شهد الوصايا.


   لسماع حلقات الكتاب كاملة على قناة اليوتيوب 

 اضغط هنا 

 شهد الوصايا كتاب تخصصي في بناء الذات، يهتم بمهارات التواصل

من إصدارات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط

للقراءة اضغط على رابط تحميل الكتاب 

شهد الوصايا من إصدارات مؤسسة هبة بنداري للتنمية الثقافية  

تعليقات