- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
الحلقة الإحدى والثلاثين من سلسلة اسمع كتاب شهد الوصايا
وصلت معكم إلى فقرة التواصل مع الجيران
في هذه الحلقة:
معرفة أحوال الجيران كافة أمر من أمور الطرز القديم،
عندما كان يتواجد في الحي مجموعة من البيوت ذات الطابقين بجانب بعضها،
والناس فيها تعرف بعضهم البعض من أي عائلة تكون وماذا تعمل وكيف يعيشون...
اليوم مع الأبراج السكنية العالية التي تضم أكثر من أربعين أو خمسين شقة بات الأمر من المهمات الصعبة.
كانت حياة الجيران قديمًا تنبض بالألفة والمودة والرحمة، مليئة بالدفء والترابط والحب
بينما اليوم للأسف لم يعد من تلك المشاعر الجميلة والأحاسيس الجياشة وجود!...إلا نادرًا جدًا.
كان الأجداد في الماضي يحرصون على السؤال عن الجار قبل شراء الدار،
لأن الأهم بالنسبة إليهم الجيرة الطيبة، والعلاقات الاجتماعية التي يسودها الود والتفاهم والتعاون،
فقد كان يراود أذهانهم على الدوام إحساس بالالتزام تجاه جيرانهم.
أما في العصر الحالي لم يعد الناس يعنيهم كثيرًا السؤال عن الجار،
فالجار في نظرهم ليس سوى شخص غريب يخشونه وَيتوجسون منه ولا يَحفلون بربط علاقات معه.
لم تعد مقولة (الجار قبل الدار) تجد امتداد لها على أرض الواقع، فأغلب الناس لا يعرفون ملامح جيرانهم،
وأحيانًا لا يتعرفون عليهم، إلا إذا مروا من أمام بيوتهم أو لمحوهم صدفة في المبنى...
على الرغم من أن الجيران يمثلون جزء لا يتجزأ من الحياة العامة والخاصة ضمن يوميات متتابعة،
إلا أنه قد يصبحون من أكثر الأشخاص إثارة للتوتر في حياة الكثيرين،
وقد يصل الأمر بالبعض إلى عدم رغبتهم عن إلقاء التحية على جيرانهم!.
علينا الحفاظ على ما يسمى حق الجوار، والمحافظة على الحدود التي بيننا مهما اختلطت علينا العلاقات الأخرى…
إنّ الاحترام أهم وسيلة من الوسائل التي تبني علاقة سليمة مع الجميع ومنهم الجار،
فقد تجعل منه صديق مع مرور الزمن
من الواجب أن تحترم العقيدة التي يتبعها جارك،
ولا تحاول أن تفرض عليه دينك أو أن يحاول هو فرض دينه عليك
يجب عدم الاستهزاء بالفرائض الدينية حتى ولو على سبيل المزاح أو النكتة.
على الجميع المحافظة على علاقة الجيرة بشكلها المحترم والأخلاقي، ولا سيما في تلك الأيام والظروف،
بحيث كثرت رحلات الهجرة أو اللجوء إلى البلاد الأوربية أو إلى كندا،
فأصبح الجار المسيحي بجانب المسلم أو الجار المسلم بجانب اليهودي أو أيّا كانت الديانة أو العقيدة…
علينا ألا نتسرع في الحكم النهائي على الآخرين من بعيد، يجب أن نمنحهم فرصة لمعرفتهم عن كسب.
من المؤسف حقًا أن نرى الإسلام في بلاد غير مسلمة، وأن يغيب عنها في بلاد المسلمين!.
ما يميز المرء بتواصله مع الآخرين سماحة أخلاقه وطريقة معاملته، وإلا سيعيش وحيدًا لا أحد يحب التقرب منه...
إن موضوع احترام عادات وتقاليد الجار من الأمور المهمة طالما تكون وسط المعقول،
وبالتالي فأن تقبل جارك هو غالبًا أمر جيد، لأنه يعزز قيم التواصل بينكما وينمي أواصر التعاون...
أكبر مثال حيّ هو مدينة حلب، حيث الجامع بجوار الكنيسة،
يعيش فيها أكثر تنوع طائفي وديني في شارع واحد وفي مبنى واحد، يكون الباب بجانب الباب،
المسلم يحتفل مع المسيحي بعيد الميلاد، وهو الآخر يقوم في تهنئته بحلول شهر رمضان
الأفران الأرمنية تصنع كعك عيد الأضحى، الخياط المسلم زبائنه من مختلف الأديان والطوائف،
والطبيب المسيحي يعالج الجميع بلا استثناء …
في مدينة حلب لا تقدر أن تفرق بين أهلها بسبب الألفة والإخاء التي يتبادلونها فيما بينهم.
احترام الجار مهما كان عمله واحترام الظروف المادية التي يمر عليها من الأمور النبيلة،
فإن كان فقير أم غني هي أمور شخصية بحتة لا علاقة لها في طريقة التعامل مع الجار!
هناك نوع من الجيران ذو مزاج متقلب يوم يلقون التحية ويوم آخر لا يعترفون بك!
إذا واجهت مثل ذاك الشخص ما عليك إلا بعدم المبالاة.
مهما كانت صلة الجوار قوية لا يحق للجار أن يزور جاره من غير موعد مسبق أو بشكل مفاجئ!
حتى ولو الدار ملاصقة للدار، فالبيوت لها خصوصيتها وحرمتها
معظم أمور التواصل مع الآخرين باتت أكثر سهولة من قبل، لكن نحن من لا يجيد التصرف!
على الجار أيضًا مراعاة جاره دائمًا، وعدم إلحاق الأذى إليه وشتمه أو ضربه،
والعمل على المحافظة على أشيائه الشخصية من ممتلكات تخصه أو تخص عائلته وضيوفه،
والامتناع عن رمي القمامة أمام منزل جاره أو على الرصيف المقابل له،
والاستئذان منه في حال كنت ستقوم في أي تعديل على منزلك مهما كان بسيطًا قد يؤثر عليه أو على داره.
انتهت الحلقة الإحدى والثلاثين من كتاب شهد الوصايا.
لسماع حلقات الكتاب كاملة على قناة اليوتيوب
شهد الوصايا كتاب تخصصي في بناء الذات، يهتم بمهارات التواصل
من إصدارات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط
للقراءة اضغط على رابط تحميل الكتاب
شهد الوصايا من إصدارات مؤسسة هبة بنداري للتنمية الثقافية
تعليقات
إرسال تعليق