أسلوب التواصل مع الأصدقاء والصداقة الافتراضية | الحلقة (34) من كتاب شهد الوصايا

الحلقة الرابعة والثلاثين من سلسلة صوت كتاب شهد الوصايا

نتابع معًا فقرة التواصل مع الأصدقاء من خلال الصداقة الذكية

في هذه الحلقة:

صفات الصديق هي صفات متغيرة، فكل واحد منّا يرى في شخص صفات تلائم طباعه أو شخصيته

قد لا يراها في شخصٍ آخر، وإلا كانت كل البشر أصدقاء لبعضهم البعض!

الصداقة مفهوم شخصي قادر على تكوين علاقة بين اثنين أو أكثر وفق صفات معينة وظروف أو بيئة معينة

ضمن مواقف مختلفة.

قد تدوم الصداقة طوال العمر وقد يقطعها القدر والمسافات الطويلة بشكل مؤقت،

إلا أنها تبقى راسخة في خاطرنا وذكرياتنا لتعود كالسابق عند اللقاء الشخصي

أو عبر التكنولوجيا مع مواقع التواصل المختلفة….

الصديق لا يأتي من الفراغ، هناك دائمًا حاجة ماسة لتواجده ومشاعر تلح عليك أن تتواصل معه

ليس من الضرورة أن يكون التعرف على الأصدقاء من خلال الصدفة،

بل أحيانًا تسعى لتنشئ علاقات جيدة مع الآخرين فتقوم بالتفتيش عنهم بكامل الرغبة بازلًا كل جهدك

في نطاق البحث كي تجدهم بأسرع وقت!..

ما تبحث عنه في الصديق ليس بسهل أبدًا، وخاصة في تلك الأيام الصعبة،

إنك تبحث عن شخص يمكنك أن تثق به وتشاركه بمستوىٍ كبير من الفهم والتواصل،

ويبدي اهتمام كبير في مجرى أحداث حياتك بسؤاله عنها، وفي أحاديثك وأفكارك ومشاعرك تجاه الأمور مهما كانت!

في عصرنا الحالي اتسعت دائرة الأصدقاء، فأصبحت تشمل الأصدقاء الواقعيين والأصدقاء الافتراضيين،

وقد تضيق تلك الدائرة أو تتسع طالما أننا نعيش في مجتمع مكتظ بالمفاجئات!

مهما كان عمرك أو ظروفك لم يفت الأوان بعد لتنشئ صداقات جديدة أو تعيد تواصلك مع الأصدقاء القدامى،

لما يحمله الصديق من فوائد جمّة أهمها تحسين المزاج السيء، والتخفيف من التوتر والكآبة كما ذكرت سابقًا،

خاصةً عند التواجد مع صديق مرح وإيجابي، والقيام على المساندة خلال محنتك وظرفك الصعبة،

ومساعدتك على الوصول إلى أهدافك وطموحك مهما كان هدفك بسيط أو معقد...

الصديق يزيد من ثقتك بنفسك ويمنعك عن ارتكاب الأخطاء والمعاصي ويدفعك عنها لخوفه عليك،

يخبرك الحقيقة بأسلوب جميل دون اللجوء إلى مجاملتك؛ لترى الأشياء كما هي وتحاول تحسينها،

فلا حاجة لك لمرآة وأمامك صديق صادق….

الصديق يحمل لك ما تحتاجه في هذه الحياة من أمور معنوية تدفعك إلى الأمام أثناء مسيرتك اليومية،

ولذلك من المؤلم جدًا أن يتحول الصديق إلى غريب فجأة دون سبب واضح ومقنع!

هاكَ نصائح تستطيع بواسطتها المحافظة على تواصلك مع صديق عبر طرق تبعدك عن الوقوع في فخ الوحدة،

أهمها أن تكون أنت الصديق الذي ترغب أن تملكه، ومعاملة الآخرين باحترام كما ترغب أن يعاملوك باحترام،

ثمّ عليك أن تمارس اهتمامك وقلقك على الآخرين، كما عليك استعمال القليل من الفضول،

ولكن دون أن تتخطى حدود الأدب والذوق، ودون أن تسبب لهم الإزعاج أو الضيق…

يمكنك كذلك أن تستمع بتمعن لما يقوله الأصدقاء، وأن تبدي إعجابك بأفكارهم حتى ولو لم توافقهم الرأي،

فالصديق لا يعني أن يكون مستنسخ لشخصيتك بصورة كاملة، والخلاف جيد إن لم يتحول إلى اختلاف…

اياك في المبالغة بالمزاح وإقامة المقالب الغير مرغوب بها، فذلك يقود العلاقة إلى الغضب والنفور…

إن شعرت بالوحدة ما عليك سوى المحاولة بمقابلة أشخاص جدد عن طريق الالتحاق بدورات،

أو دروس تعليمية أو تدريبية أو في نادي ما أو بعمل تطوعي تهتم به،

لتجد الأشخاص الذين يتفقون ويتبادلون معك نفس الاهتمامات، والأفضل الابتعاد قدر الإمكان

عن التكنولوجيا والمواقع الإلكترونية عند بحثك عن الأصدقاء، وعِش الحياة الطبيعية والواقعية للبحث عنهم…

إن حصلت على صديق جديد لا تمنحه كل الثقة إلا بعد تجاوزه بنجاح لاختبارات تختبره بها بطريقة غير مكشوفة،

ومع ذلك أنا غير متأكدة من فوزك بالتجربة…

بالنسبة إلى الأسرار فلا داعي أبدًا للبوح بها، وإلا ستتحول إلى فضائح بكبسة زر واحدة!

بشكل عام في العالم الحقيقي وفي المواقع الافتراضية على حد سواء، أصبحت الرؤية في وضعنا الراهن ضبابية،

بتنا لا نستطيع التمييز بين أصناف البشر….!

صدمة تلو الأخرى، وكل واحدة منها أقوى من التي سبقتها!

وتلك الصدمات أثرت بطريقة سلبية على التواصل مع الآخرين…

داخل كل شخص تعرفه، شخص لا تعرفه!

وكل الأمور المتوقعة لا تحدث بينما الأمور الغير متوقعة تحدث

وكل الأصدقاء الذين تنتظرهم لا يأتون وإذا أتوا أتوا ليسوا بأصدقاء!

المصالح تقف دائمًا في المنتصف…

لقد غاب الأصدقاء وغابت معهم الصداقة.

على أي حال إن أتى الخذلان من صديق يكون أخف وطأة إن جاء من أحد الأخوة.

لأنه بمقدورك أن تحول الصديق إلى شخص غريب بكل بساطة عندما يخذلك،

بينما مع أفراد العائلة لن يكون الأمر سهل أبدًا.

انتهت الحلقة الرابعة والثلاثين من كتاب شهد الوصايا، في الحلقة القادمة سنبدأ فقرة التواصل مع زملاء العمل.


 لسماع حلقات الكتاب كاملة على قناة اليوتيوب 

اضغط هنا 

 شهد الوصايا كتاب تخصصي في بناء الذات، يهتم بمهارات التواصل

من إصدارات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط

للقراءة اضغط على رابط تحميل الكتاب 

شهد الوصايا من إصدارات مؤسسة هبة بنداري للتنمية الثقافية     

تعليقات