الطريق السريع للإحساس بالـ... والقضاء على الأفكار السلبية | الحلقة (4) من كتاب لمبة واحدة لا تكفي

الحلقة الرابعة من سلسلة اسمع صوت كتاب لمبة واحدة لا تكفي

ما زلنا في قسم زوايا التفكير، في هذه الحلقة:

كتاب قام على تأليفه أخصائي علم نفس صرح فيه أن السيطرة على توغل الحزن داخل النفس

لا بد أن يؤدي إلى فرض الشعور بالسلام الداخلي ومنه إلى تغيير طريقة التفكير من السلبي إلى الإيجابي،

كأن تتمثل في التوقف عن لوم النفس باستمرار، واعتراف النفس بحدود قدراتها،

والإيمان بها وأن يبعث الشخص في نفسه بأن القادم خير كي تزيد الثقة في داخله.

الصدق مع النفس من أحد سبل السلام الداخلي كذلك، ولكي تشعر به لابد الابتعاد عن أوجه النفاق،

ويجب ألا تكون تابع للناس في كل أمر، وتحرص أن تكون مواقفك مبنية على علم ورؤياك الخاصة،

وبهذا تبني شخصية متصالحة قوية.

الشخص ذو الشخصية المتصالحة القوية لربما ينحني في بعض المواقف، لكن لا ينكسر في أي موقف.

أسرع الطرق للإحساس بالسلام الداخلي إيمانك بالرضا والقناعة،

مع العلم أن القناعة لا تعني الوصول إلى مرحلة التواكل والكسل وقتل الطموح وعدم السعي إلى النجاح!

الحكمة تقول: "قد تصل سريعًا إلى القمة بطرق الاحتيال والغش،

لكنك مهدد بالسقوط في الهاوية بسرعة البرق بأي لحظة، أما النفس الراضية تجعلك توظف وقتك

بأفضل طريقة حتى تتمكن من المحافظة على البقاء على القمة."

هناك فعل مضمون ورائع بكل تفاصيله يوصلك إلى ما يسمى السلام الداخلي دون أي تعقيد وعناء،

فقط يتطلب منك المواظبة والقيام به في مواعيده المحددة، لن أطول عليك بالكلام إنها الصلاة...

بغض النظر عن الديانة التي تؤمن بها أو المذهب الذي تعتنقه الصلاة هي تلك الوسيلة السامية

التي تربطك مع الله مباشرة دون وسائط فتشعر في حضرتها بالأمان والاحتواء من الخالق

ولا شيء بينكما سوى الروح.

في الصلاة راحة القلب وطمأنينة النفس وصحة للجسم، مع الصلاة لا مكان للخوف والفزع والقلق،

تعيش في شوق لأدائها لما تشعر به من راحة نفسية تأخذك على عالم بعيد جدًا غير الذي أنت فيه،

عالم نقي أبيض يغسل الهموم ويُذهب الكرب تعود إلى الدنيا وفي داخلك نور يدلك إلى طريق الخير،

الخير في طريقة تفكيرك والخير فيما تقول وتفعل…

الصلاة تُهذّب النفس ترفعك عن المعاصي والذنوب،

الصلاة ليست مجرد حركات تقوم بها من ركوع وسجود وقيام،

بل هي أكثر بكثير إذا عرفت كيف تؤديها بطريقة روحانية،

فهي تغنيك عن متاع الدنيا وما فيها، كذلك هي بلسم مرمم يشفي جروح الروح التي لا يعلم بها سوى الخالق

الصلاة بداية حياة جديدة، الصلاة تنقي الروح وتصفيها من كل الشوائب العالقة فيها،

الصلاة تمنحك القوة والارتقاء في التفكير.

في كل صلاة صلّ كأنما تصلي لأول مرة، ستجد ما تبحث عنه.

لو لا تملكه الصلاة من خير للمرء لما كان الله تعالى أمرنا بالمحافظة عليها في كل حال يمر علينا

من خلال الخشوع في الصلاة وتلاوة الآيات القرآنية بشكل منتظم تحصل عملتين،

الأولى منها تفريغ الشحنات السلبية أما الثانية فهي شحن العقل والجسم بالشحنات الإيجابية

مما يساعد في توزيع السكينة والهدوء داخل الذات،

وهذا من شأنه تعزيز إيقاع نفسي وروحاني مريح يلغي كل الأفكار السلبية

ليحل مكانها كل ما هو إيجابي بهيج ليدعم النفس ويحضنها من كل شر.

الصلاة نعمة وهبة من الله تعالى ومن لم يذق طعم حلاوتها يشعر بالحرمان حتى وإن ملك كنوز الدنيا،

بالإضافة إلى ما سبق هي الباب الذي يوصل إلى التوبة ومن التوبة تصل إلى السلام الداخلي.

إياك أن تغلق جميع الأبواب بينك وبين الله عز وجل حتى ولو كنت مذنب مقترف الكثير من المعاصي،

فعسى باب واحد أن يفتح لك أبواب كثيرة...

إذا لم تستطع أن تترك معصية ما زاحم عليها بالطاعة،

لأن إحدى أساليب الشيطان الخبيثة التي يدخل بها على الإنسان هي إقناعه أنه لا جدوى من الطاعة

ما دام هناك معاصي، وأن المرء يكون منافق إذا فعل طاعة بعد معصية، ومعصية بعد طاعة!

لا تنصت للوسواس الخناس ما دمت تشعر بالسعادة بعد الطاعة وبالحزن والانكسار بعد المعصية،

فأنت على خير وضميرك ما يزال بسلام….

الله لا يغلق بابه في وجهك ولو بلغ وزن ذنوبك ثقل الجبال،

المهم ألا تُكابر وألا تتجبّر واعلم أن الله يفتح لك باب طاعة حتى تأتي من هذا الباب إلى الجنّة،

فلا تغلق الباب وإن وصل منك التقصير إلى عنان السماء.

(إن الله هيأ لك طاعة، وفتح بينه وبينك باباً، فلا تُغلق هذا الباب بيديك، لعلَّ باباً واحداً يفتح لك أبواباً كثيرة)

انتهت الحلقة الرابعة من كتاب لمبة واحدة لا تكفي.

  لمبة واحدة لا تكفي

كتاب تنمية نال مرتبة التميز في مسابقة مؤسسة هبة بنداري للتنمية لعام 2022

من أجل القراءة رابط التحميل المباشر

لسماع الكتاب على قناة اليوتيوب اضغط هنا 

الكتاب من مؤلفات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط

يمكنكم طلب الكتاب من موقع نيل وفرات لبيع الكتب اون لاين  

 الكتاب من إصدار دار واو للنشر والتوزيع في مصر.