ما سبب نشر الإشاعات في مواقع التواصل؟ كيف نقضي على مشكلة التنمر والتحرش الالكتروني؟ | الحلقة (37) من كتاب شهد الوصايا


الحلقة السابعة والثلاثين من سلسلة اسمع صوت كتاب شهد الوصايا وصلنا إلى القسم الأخير من الكتاب والذي يحمل عنوان: التواصل عبر مواقع التواصل في هذه الحلقة:
يحتاج النّاس إلى التّواصل فيما بينهم لمعرفة أخبار بعضهم البعض والاطمئنان عليهم، وخاصة تحت طائلة الظروف التي جعلت كل منا في بلد مختلف بسبب الهجرة أو اللجوء.
أصبحنا اليوم أسرع اتصالاً مع الآخرين بفضل تقنيات الاتصال الرقمي بمختلف وسائله المتاحة، من الهواتف الذكية والإنترنت، وتقنيات الوسائل المتعددة وغيرها… إن تطبيقات التواصل ألغت المسافات الجغرافية والزمانية ولمت شمل عائلات
يتوزع أفرادها في مناطق مختلفة حول العالم، فقامت بالمساعدة على تخطي صعوبات الابتعاد
عن الأهل والأصدقاء بالدردشة معهم وتتبع أخبارهم.
ساهمت مواقع التواصل المختلفة في تسهيل مشاركة الناس تجارب بعضهم البعض، وتبادل صورهم، وصور تفاصيل مناسباتهم، عبر تلك الوسائل.
أتاحت تلك التقنية من فوائد جمّة في الاتصال، يمكن وصفها دون تردد، بأنها نعمة حضارية، ورفاهية اجتماعية في هذه العصر (عصر التواصل السريع).

وسائل التواصل الاجتماعي أمست اليوم مصدر هام للمعلومات،
وقامت بتسهيل مزاولة الكثير من الأعمال، ووفرت العديد من الخدمات التي يحتاجها الأفراد.
أصبح استخدام الأجهزة الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي جزء أساسي من طقوسنا اليومية
لا يمكن الاستغناء عنه، فضلاً عن كونها أسلوب حياة!
على الرغم من فاعلية وسائل التواصل الاجتماعي ودورها الإيجابي في نشر الأخبار وخدمة المستخدمين، إلا أنها تلعب دور سلبي موازي في نشر الشائعات والأخبار الكاذبة بين الناس.
تمثل طبيعة مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لتناقل الأخبار بغض النظر عن صحة الخبر أو دقة المعلومة.
لا يخضع تناقل الأخبار إلى أي نوع من المساءلة القانونية أو إلى عقوبات تُفرض على مُروجي الإشاعات!... وهذا يشجع بعض أصحاب الصفحات العامة في مواقع التواصل إلى استخدام هذا الأسلوب، لأنهم يجدون في نشر الإشاعات شهرة رخيصة من أجل تحصيل أكبر عدد من القراء والتفاعل على مواقعهم الخاصة….
يجب على مستخدمي مواقع التواصل أن يكونوا أكثر حذرًا فيما يقرؤون، وعدم تصديق أية معلومة منشورة فيه من دون وجود مصدر موثق يدعم الخبر.
الإشاعة التي تُنشر على مختلف المنصات الاِلكترونية يراها الملايين من الناس،
وقد يتفاعلون معها على أنها حقيقة!
بعض الصور التي نستمتع بمشاهدة اللقطات الطريفة والغريبة، يتبين بعدها مع التدقيق أنها زائفة، ليست إلا بعض من مهارة استخدام برامج تعديل الصور (الفوتوشوب)
استغلال صور مستخدمي مواقع التواصل من شخصيات سياسية ومشاهير فنية أو رياضية
في تعديل صورهم المنشورة وجعلها مادة دسمة في نشر الفضائح والإشاعات المغرضة التي تنتهك خصوصيتهم…
الأسوأ من كل ما مضى في مواقع التواصل مسألة التنمر الالِكتروني الغرض منه الأذى النفسي أو فرض عقوبة على الطرف الضعيف واستغلاله من أجل مصالح شخصية يقوم بها المتنمر…
يشمل التنمر الاِلكتروني رسائل بريد مسيئة أو نشر صور خاصة في شبكات التواصل المختلفة بطريقة غير لائقة، وقد تصل إلى كتابة تعليقات مشينة تستهدف شخص ما بطريقة سيئة وبشكل متعمد ومتكرر.
يجب التغلب على مشكلة التنمر من خلال خطوات أولها التحفظ على المعلومات الشخصية
والصور بعيدًا عن متناول الجميع من خلال ضبط إعدادات الخصوصية في مواقع التواصل الاجتماعي.
على الضحية أن يجد طريقة للتوازن بين الأصدقاء عبر الإنترنت والأصدقاء في العالم الحقيقي، ويكون أكثر وضوحًا مع المقربين منه أو التحدث مع شخص موثوق به، وطلب مساعدته في التخلص من هذه المشكلة.
الاحتفاظ بالأدلة من الرسائل أو الصور المستخدمة لتقديمها ضد المتنمر
عبر إرسالها إلى مركز مكافحة الجرائم الالكترونية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة،
والمهم كذلك عدم الاستجابة إلى رسائل المتنمر مهما كان المضمون…

والأهم ألا يخاف الضحية ويضعف أمام المتنمر، وألا يظهر بصورة المتنازل عن حقوقه مهما بلغ منه التعب. انتهت الحلقة السابعة والثلاثين من كتاب شهد الوصايا.


 لسماع حلقات الكتاب كاملة على قناة اليوتيوب 

 اضغط هنا 

 شهد الوصايا كتاب تخصصي في بناء الذات، يهتم بمهارات التواصل

من إصدارات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط

للقراءة اضغط على رابط تحميل الكتاب 

شهد الوصايا من إصدارات مؤسسة هبة بنداري للتنمية الثقافية        

تعليقات