قوة الأفكار السلبية وصناعة التفاهة | ما هي البصمة الفكرية؟ | الحلقة (8) من كتاب لمبة واحدة لا تكفي

الحلقة الثامنة من سلسلة اسمع صوت كتاب لمية واحدة لا تكفي
مستمرة معكم في قسم زوايا التفكير
في هذه الحلقة:

الإجابة على سؤال: ما الذي يجعلك متفائل في الحياة؟
تزداد قوة الأفكار السلبية عندما تفقد الثقة بنفسك، وبالتالي ثقتك بالآخرين.
الأفكار السلبية تجلب التشاؤم في رؤية الأشياء والمبالغة في تقييم المواقف لتحول الوهم إلى حقيقة.

حاذر من الثقة المفرطة، لأنها تجعل المرء يخطئ في أتفه الأمور ويقع في ذات الحفرة عدة مرات،
حيث يوجد أشخاص لا تعرف فك الشيفرة الخاصة في التفكير، فتتجه إلى التفكير المطلق في عظام الأمور،
وتترك الأمور البسيطة معقدة دون سبب وجيه!

العقل هو ذاك العضو الذي من خلاله يتم التحكم في مجموعة القوى الإدراكية من وعي وتفكير،
حيث يستطيع المرء التمييز بين الخطأ والصواب.
خلال طريقة التفكير يحصل الشخص على بصمة فكرية خاصة به تنعكس من خلال ما يخرج منه من أقوال وأفعال.

أحيانًا ندخل في معارك وتحديات تفوق قوانا وطاقتنا،

من ثم نصل إلى النهاية لا شيء في حوزتنا سوى الندم
على قرارات اتخذناها في لحظة غضب…
وأحيانًا أخرى نستسلم للواقع الذي نعيشه وبكل ما نحمل من رضى وقناعة،
عسى أن تكون النهاية سعيدة لكن للأسف لا نحصد منها سوى الألم.

الألم يتحول إلى أفكار سلبية وسلوك سلبي يؤديان إلى مزاج سيء وأفعال سلبية،
فعندما تفكر بسلبية يتم فرز بعض السموم بالدم مما يزيد الشعور بالكآبة وعدم الرضا والإصابة بالإحباط
ومنه فقدان الأمل والدمار لتبتعد بعدها عن الحياة الاجتماعية،
فلا أحد يرغب بمصاحبة نفسيات متشائمة الجميع يهرب منها.

نحن بطبيعتنا البشرية نتأثر بما حولنا بطريقة أو بأخرى،
ونؤثر كذلك على من يحيط بنا بشكل لا وعي من خلال الأفكار والكلمات.

الناس أكثر تفاعل وقابلية للمساعدة مع الشخص الذي يملك تفكير إيجابي
بينما ينفرون من الشخص الذي يبث أفكار سلبية لأنهم يدرون أن طريقة التفكير

معدية عن طريق التواصل مهما كان نوعها.

الأفكار الإيجابية تجلب السعادة لحياتك وللأشخاص المحيطين حولك وتقربهم منك
إلا إذا كنت ترغب أن تعيش وحيدًا فهذا أمر آخر!

التفكير الإيجابي يحمل نتائج مرضية تأخذك إلى الفرح لكل عمل تقوم به أو موقف تشاركه

ويجعلك متفائلا في الحياة.

إذا نظرت للتفكير الإيجابي من الناحية الدينية ترى أن الإيجابية عبادة فأنت تحسن الظن بالله
وإحسان الظن بالله تعالى من أعلى درجات الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وبقضائه وقدره.

عدم استخدام أسلوب التهرّب كوسيلة للتعامل مع التجارب السلبية.
لا أحد يرغب في حمل الهموم والعيش في حالة حزن، ولكن ما يحدث أنه عند تجاهل هذه الحالات قد تُصاب النفس
بحالة شلل وتصبح أقل قدرة على التعامل مع منحنى الصعود والهبوط لمفاجآت الحياة.

المواجهة لأي موقف سلبي من خلال تبنّي التفكير الإيجابي، يساعد على التعلُّم من دروس الماضي
وتجنُّب أقصى حد من الأخطاء التي قد تحصل في المستقبل….
عليك أن تعرف أنه حان وقت القيام بالتغيير، عليك البحث عن مسببات الفشل والعمل على تخطيها
أو الابتعاد عنها بتغير الطرق والأساليب التي مارستها سابقًا.

إنّ التفكير الإيجابي في حالات الفشل يخلق فُرصة للمحاولة مرة أخرى،

ومعها يكون المرء أكثر تصميمًا لبلوغ الهدف،
مع العلم أن أهم أسباب بقاء المرء على تفكيره السلبي هو مقاومته للمواقف السلبية

والتخلص منها بأسرع وقت ممكن وبأي طريقة!

عند محاولة الخروج من الحالة السلبية أو من أي حالة غير مرغوب بها بغض النظر عن أسبابها،
وفي حال لم يكن هناك هدف إيجابي محدد، يقوم الشخص بأفعال لها معنى واحد ألا وهو التفاهة.
غالبًا يكون هذا الفعل التافه من أجل القيام بعملية جذب أنظار الجميع اتجاهه
وتكثر التفاهات في مرحلة المراهقة أكثر من أي مرحلة أخرى،
كون المراهق في هذا العمر لا يعرف وضع أهداف مناسبة لقدراته فيضيع بين ما هو جيد وسيء بالنسبة إليه
فلا يجد أمامه سوى التفاهة لتكون تجربة دسمة ذات مذاق مميز يقوم بها.

ساعد الإنترنت في انتشار الأعمال التافهة بسرعة وهذا ما نراه بكثرة على مواقع التواصل المختلفة المليئة بفيديوهات بعيدة عن تقديم أي محتوى هادف يكون أصحابها فئة من المراهقين!
قبل الألفية الثانية لم يكن شيء يسمى إنترنت أو أجهزة ذكية أو أي مواقع تواصل،
كانت الأعمال التافهة تتطلب مجهود أكبر للانتشار ووقت أطول، إلا أنها في الواقع موجودة بسبب إصرار الشخص على القيام بها، وذلك كي يهرب من الحالة السلبية التي يعاني منها.
انتهت الحلقة الثامنة من كتاب لمبة واحدة لا تكفي.

   لمبة واحدة لا تكفي

كتاب تنمية نال مرتبة التميز في مسابقة مؤسسة هبة بنداري للتنمية لعام 2022

من أجل القراءة رابط التحميل المباشر

لسماع الكتاب على قناة اليوتيوب اضغط هنا 

الكتاب من مؤلفات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط

يمكنكم طلب الكتاب من موقع نيل وفرات لبيع الكتب اون لاين  

 الكتاب من إصدار دار واو للنشر والتوزيع في مصر.