- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
الحلقة السابعة والعشرين من سلسلة اسمع صوت رواية ماريونت
نواصل الفصل السادس من الرواية والذي يحمل عنوان:
وطن واحد... قلب واحد
في هذه الحلقة:
منزل شاهين في حالة خراب كامل،
فلا شيء بقي سليمًا من حطامٍ اجتاح كل ما وقع عليه إعصار غضبه الكاسح.
كل شيء في المنزل بات يحمل صفة قامت بتشويه ما كان عليه سابقًا،
حتى هو لم يعد مثلما كان من قبل بل أمسى رجل محطم.
حاول شاهين ترميم نفسه بنفسه، فلا أحد كما قالت له جلّنار أو جوليا يستطيع مساعدة نفسه مثل صاحبها….
كان على شاهين أن يكون قويًا ليتابع الحياة، لكنّ ليس هنا….
ليس على أرضٍ ليست بأرضه، ولا تحت سماء ربطت السحاب جناحيه
عليه أن يكون قويًا ليعود إلى الحياة، ليعود إلى وطنه…. إلى مسقط رأسه.
جمع شاهين كل همومه وذكرياته المؤلمة في حقيبة النسيان،
ووضع فيها جوال جوليا والشيك المصرفي ثمّ توجه بها إلى البحر….
البحر ذاك الأفق الواسع الذي يأخذنا إلى عالم آخر،
نرمي له أوجاعنا وهمومنا ليعطينا مقابلها الراحة النفسية والسعادة المترامية مع أمواجه الساحرة.
البحر يحمل من الروعة ما يكفي ليدعو العشاق إلى مغازلته وَمسامرته،
ومن الظلم والغدر بذات القدر حين دعا اللاجئين لرحلات الموت
وقام ببلع قواربهم لافظًا بأحلامهم على ضفافه دون رأفةٍ أو رحمة.
موعد غروب الشمس، موعد لقائها مع البحر ليتهامَسا على وداع يومٍ مضى من تقويم الوجود….
عاد شاهين إلى المنزل وهو فارغًا من الماضي، يومان وسوف يبدأ معرض بيروت الدولي للكتاب
وهو ملزمًا بحضور حفل توقيع كتابه شبابيك القفص الذهبي، فقد أعطى وعدًا للدار بالحضور.
لقد اعترت أيام شاهين السابقة الظمأ نحو اللحظات السعيدة، لذلك قرر ملأ الحاضر بها
عسى ولعلّ تتغير ذكرياته ويتغير معها كل شيء.
دخل شاهين معرض الكتاب الدولي وهو مصمم على أن يعيش فرحة حياته في تحقيق حلم آن له أن يكون حقيقة.
كانت فئة المتزوجين حديثًا والمقبلين على الزواج هم الأكثر شراءً لكتاب شبابيك القفص الذهبي.
أخذ يكتب إهداءات القراء على الصفحة الأولى للكتاب، الواحد تلو الآخر.
كتب على أحدها: ليس انتصارًا أن تقومي بهدم أسوار قلاعي، وأنتِ تملكين مفاتيح أبوابها.!
قام بتصحيح الخطأ ليكتب مجددًا: حافظي على مسافة الأمان من حولك،
حتى وإن كانت مجرد ذكرى أو حلمًا صغير.
جلنار، جل بهار... الاسمين قريبان على بعضهما، فهما من أصول تركية أولًا،
وثانيًا لاجتماعِهما بكلمة جُل وتعني الوردة أو الزهرة باللغة العربية…
فَجُلنار يعني زهرة الرمان وجُل بهار يعني زهرة الربيع.
استطاع شاهين أن يجتاز كل ما مرّ به على أنه تجربة أضافت إلى حياته درسًا لن ينساه،
فالحياة ذاتها بحاجة إلى أخطائنا كي تستمر، شريطة تصحيحها قبل فوات الأوان.
أمضى شاهين ليلته الأخيرة في المنزل مستيقظًا يترقب موعد إقلاع طائرته في الصباح الباكر
من مطار بيروت متجهًا إلى مطار حلب الدولي.
حدث تغييرات كثيرة في البلاد، أهمها سقوط النظام المستبد الذي امتدت فترة حكمه أكثر من خمسة عقود،
ودخول سوريا مرحلة جديدة من البناء والتحرر بعد معاناة دامت أربعة عشر عام من التشرد والنزوح…
إعلان البلاد منطقة آمنة بعد بسط الأمن والأمان عليها بتطهيرها من الفساد،
وإزالة القيود الاقتصادية التي زرعها النظام السابق.
تم تأمين طريق مطار حلب الدولي لعبور الآليات والسيارات
وإعادة تأهيل المناطق المحيطة بالمطار بعد انقطاع دام سنوات…
تشجيع الناس على الرجوع إلى الوطن وإعادة ترميم منازلهم وإعمارها من جديد بالتعاون مع مؤسسات المدينة ومديرياتها الخدمية، وفتح أعمال تجارية وصناعية تساهم في نهضة البلد وتنميتها في جميع المجالات.
أضحت المدينة رمزًا للنجاح والإنجاز الحضاري والتقدم نحو الأفضل، فقد انجلت سنوات الحرب الشاقة التي أوقفت مرافق الحياة في البلد لمدة طويلة كالسحابة السوداء التي كانت تحجب نور الشمس عن المدينة وأهلها...
الجيش الحر أزاح الخوف من الصدور وأعاد الحياة إلى المواطنين بعدما وفى بالوعد
وصان الأرض من مخلفات الزمن الجائر.
حطّ شاهين على الأراضي السورية بعد غياب امتد إلى أكثر من تسع سنوات معانقًا سماء وطنه بجناحيه الصغيرتين،
غير آبه بعدد السنوات التي انقضت من عمره ذليلًا مقابل سعادته الكبيرة بعودته إلى حضن وطنه وأهله.
انتهت الحلقة السابعة والعشرين من رواية ماريونت.
لسماع الرواية كاملة على قناة اليوتيوب
ماريونت رواية اجتماعية من إصدارات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط
يمكنكم قراءة الرواية كاملة بعد التحميل
الرواية من إصدار دار حروف منثورة للنشر والتوزيع في مصر عام 2019
تعليقات
إرسال تعليق