السيطرة على عقول النساء عبر الدين وأفكار التنظيمات النسوية | الحلقة (14) كتاب لمبة واحدة لا تكفي

الحلقة الرابعة عشر من سلسلة اسمع صوت كتاب لمبة واحدة لا تكفي
نواصل معًا قسم تعليب الأفكار
في هذه الحلقة:

ظهرت جماعة نسائية ذات مظهر ديني في ثمانينات القرن الماضي
استطاعت السيطرة على عقول فئة كبيرة من الفتيات والسيدات واللعب بأفكارهن من خلال زرع أفكار مريبة.

الخلفيّة الصوفية لتلك الجماعة فإنها قائمة في أساسها على فرض سلطة روحية مطلقة من الآنسات على الطالبات.
ثمة مكانة دينية تحظى بها الآنسات، فكلما علت رتبة الآنسة علا شأنها الدّيني وزادت هيبتها وقدسيتها المزروعة في نفوس الطالبات.

غضب الآنسة من طالبة ليس نابعًا من غضبٍ ذاتيّ بقدر ما هو دلالة دامغة على غضب الله،
الأمر الذي يؤثّر سلبًّا على نفسية الطالبة التي ثبت غضب الآنسة منها.

هذه الوساطة الربانية جعلت الفتيات يُقبلن بشكل طوعي على البوح بذنوبهنَّ مهما بلغت للآنسات
على نهج كرسيّ الاعتراف الكنسيّ.

منح الآنسات قدسيّةً على الطالبات ألزمتهنّ بطأطأة الرؤوس في حضرة كبار الآنسات.
كانت العضوة كالميتة بين يدي آنستها وتكشف لها كل ما عندها حتى تستطيع أن تأخذ بيدها….

الصادم أن الفتيات كنّ يَهِمنَ بآنساتهنّ هيام حقيقي يصحبه بكاء لذكر الآنسة وخفقان

وهيجان بمرورها، وأرق من جفائها...
تعليقًا على هذه الأحاسيس كانت الآنسات يفسرّن للطالبات أنّ الظاهرة صحيّة ولا بد منها؛
فكلّ أنثى تملك بطبيعتها وهج عاطفيّ لا غنى عن تفريغه، وتعلّق الطالبة بِآنستها يفرّغ هذه العاطفة
وهو أفضل من أن تتعلّق بشاب هنا أو هناك….

كان يوجد هيمنة عاطفيّة عجيبة وتعلّق من الفتيات أشدُّ عجبًا،
ممّا يخلق مُناخًا غير صحيٍّ من التنافس بين الطالبات والتناحر في حب آنسة
كيف لنساء من الطبقة الاجتماعية المثقفة والثرية أن تنقاد لمثل تلك التنظيمات؟!
لم أجد سوى إجابة واحدة كانت مناسبة وقتها لمجتمع شرقي مغلق…

كان الحصول على الموافقة للخروج من المنزل صعب جدًا بل يكاد شبه مستحيل،
فتلجأ النسوة إلى تلك المجموعات للحصول على موافقة الخروج بحجة الدروس الدينية
المشوار كان الفرصة الوحيدة للتنفس بعيدًا عن عيون الأهل أو الزوج،
وفي تلك الفترة الزمنية كانت الصفة الدينية طاغية على أهل المدينة بصورة عميقة.

دخل التنظيم من باب الدين كي يسهل عليه تجنيد أكبر عدد من نساء تلك الطبقة الثرية
والاستفادة منهن ماديًا عبر السيطرة على طريقة تفكيرهنّ بشكل يرضي جميع الأطراف.

حاليًا ذبل نشاط مثل تلك الجماعات بفعل الهجرة التي حصلت في السنوات الأخيرة،
الظروف المحيطة لم تكن كما كانت من قبل مما أسهم في تداعي التنظيم وخسارة الهيبة والقوة والنفوذ.

في الجهة المقابلة نرى الحركة النسوية التي تعد من أقوى وأكثر التنظيمات انتشارًا في العالم...
يعمل التنظيم من خلال شبكة ضخمة تضم كبرى الجمعيات والجهات الداعمة لتنفيذ مخطط خفي هو سيئ على الأرجح.

بدأت الحركة بمطالبة المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة في مختلف مجالات الحياة العلمية والعملية
رفع التنظيم سقف مطالبه حتى وصل إلى حق التماثل الكامل بين الرجال والنساء في جميع الجوانب بما فيها الأحكام التشريعية…

دول العالم الإسلامي من المناطق التي نشِطت فيها تلك الحركة النسوية سعيًا وراء توطين الفكر الغربي
والمبادئ التي تدعو لها في بلاد الشرق الأوسط...

أخذ التنظيم منحى مختلف في المطالب حيث أصبحت تميل إلى الغرابة عن نمط أفكار المجتمع العربي،
حيث وضعت الحركة النسوية أهداف مثيرة للجدل كانت قد حدَّدتها ورقة العمل المخطط إليها سابقًا...

سعى التنظيم إلى إلغاء الفروق بين الجنسين، والإنكار التام لوجود جنسين مختلفين ذكر وأنثى
من خلال رفض حقيقة اختلافهما البيولوجية ومنه وصلت إلى إلغاء مفهوم الزواج التقليدي بين الرجل والمرأة!

إعطاء المرأة الحريةَ المطلقةَ في مجالات العلاقات الجنسية عبر التشجيع على إقامة علاقة سحاقية بين الإناث...
إقرار إمكانية الزواج من الجنس الواحد، باعتبار أن الأسرة والأُمومة والزواج التقليدي من أسباب قهْر المرأة.

وجود الرجل في حياة المرأة يشكِّل عبء على تحقيق أحلامها لذلك هي ليست في حاجة إليه...
إعطاء المرأة الحق أن تحدِّد نوعها الجنسي الذي تريده
الحرية في ممارسة العلاقة الجنسية مع مَن يروق لها خارج أو داخل إطار الزواج
اعتبر التنظيم النسوي أن التحكُّم في عملية الإنجاب هو حقٌّ خالصٌ للمرأةِ دون زوجها.

برعت الحركة النسوية في ممارسة اللعب على مفهوم الضحية عبر تبنَّي آلية الانتقاد العام للرجال،
ودعم الشعور بالكراهية تجاه الرجل...
التأكيد على أن المرأة ضحية للهيمنة الشيطانية التي يقودها الرجل، والتي بدوره تبناها بكامل وعيه كونها نالت إعجابه.

المرأة في نظرهم ضحية لاغتصاب الرجل، وضحية لعنفه، وضحية لتحرشه الجنسي،
وضحية في جميع المواقف التي تجمع بينها وبين الرجل...
المرأة غيرُ ملزمةٍ بتحمُّل كل هذه الأضرار، لاسيَّما وأنها لم تعد بحاجة إلى الزواج من رجل لتوفير احتياجاتها المادية كونها أصبحت منافسة قوية له في ميدان العمل…

تلك الترهات السابقة كانت من أسباب تدمير الحياة الأسرية وإضرام الحرب بين الرجل والمرأة.

الكاتبة نوال السعداوي كانت من أبرز الناشطات في مطالبة حقوق المرأة

حيث تطرقت إلى العادات الاجتماعية الخانقة التي تحد من حرية المرأة في العالم العربي.

الدين الإسلامي جعل للمرأة مكانة رفيعة وأعطاها جميع الحقوق الشرعية...
هناك حقوق مهمة جدًا والمرأة غافلة عن المطالبة بها، أولها حق منح الجنسية إلى أولادها.

ما تطلبه بعض النسوة ليس بحقوق! بل هي أفكار غربية متحررة غير لائقة بالمرأة بشكل عام.
معرفة أسباب تمرد المرأة وتبنيها أفكار ثورية.
انتهت الحلقة الرابعة عشر من كتاب لمبة واحدة لا تكفي.

  لمبة واحدة لا تكفي

كتاب تنمية نال مرتبة التميز في مسابقة مؤسسة هبة بنداري للتنمية لعام 2022

من أجل القراءة رابط التحميل المباشر

لسماع الكتاب على قناة اليوتيوب اضغط هنا 

الكتاب من مؤلفات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط

يمكنكم طلب الكتاب من موقع نيل وفرات لبيع الكتب اون لاين  

 الكتاب من إصدار دار واو للنشر والتوزيع في مصر.