- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
غسيل الدماغ عبر الدعاية والإعلان | خطورة الأعمال الفنية والبرامج الإعلامية | الحلقة (15) من كتاب لمبة واحدة لا تكفي
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
الحلقة الخامسة عشر من سلسلة اسمع صوت كتاب لمبة واحدة لا تكفي
مستمرة معكم في قراءة قسم تعليب الأفكار
في هذه الحلقة:
باتت اليوم عملية غسل الدماغ أخطر من ذي قبل،
حيث أصبح أسلوب الغسل يتبع آليات وطرق متقدمة غير مباشرة لا يشعر من خلالها المرء
الذي يمارس عليه تلك العملية أنه يتم غسل دماغه!
مع انتشار التقنيات الحديثة المختلفة باتت العملية سهلة وسريعة في نشر الأفكار الغريبة
التي احتلت مكان واسع في عقول الناس.
بعد الألفية الثانية ببضعة سنوات قامت منصات مجهولة في مواقع التواصل الاجتماعي بدور بارز
في غسل دماغ فئة كبيرة من عقول الشباب على مستوى عالمي...
استطاعت أن تجمعهم في أماكن مختارة وتقوم على تجنيدهم للجهاد تحت لواء الخلافة
وأن تجمع المال من مؤسسات ضخمة كي تدعم المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط…
كشف مسلسل (غرابيب سود) آلية العمل في غسيل دماغ مجموعة كبيرة من الفتيان
وكيفية انتسابهم إلى تنظيم (داعش) بعد قلب أفكارهم رأسا على عقب عن طريق الانترنت.
فتيات قاصرات توجهنّ إلى سوريا والعراق من أجل القتال مع تنظيم الدولة الإسلامية لتحقيق ما يسمى جهاد النكاح،
أغلب الفتيات غادرّن بلادهن في أوروبا إلى مصير مجهول دون موافقة الأهل،
ثم ما لبث البعض منهنّ طلب النجدة للعودة إلى الديار بعد أن كشفن الحقائق على أرض الواقع
وتلقيّن الصدمة تلو الأخرى!
أهالي الأولاد الذين هم في سن المراهقة، عليهم الحذر من إعطاء الحرية الكاملة لتلك الفئة من العمر،
لأن دماغهم تكون جاهزة لاستقطاب أي فكر جديد في تلك المرحلة،
حيثما تغلب عليهم حب المغامرة والرغبة في تجربة كل ما هو غريب عنهم،
لذا يجب مراقبتهم دائما بطرق غير مباشرة للاطلاع عما يدور في عقولهم من أفكار
لاتخاذ الإجراءات اللازمة قبل وقوع المصيبة.
هناك جهة تقوم على غسل دماغنا ونحن نضحك!
تلعب في عقولنا مثل الكرة تتقاذف بها أينما أرادت ونحن بكامل قوانا العقلية نرضخ لتلك اللعبة،
إنها الدعاية والإعلان.
أكثر ما يتم فيه خداع المتلقي هو في التسويق الالكتروني، وخاصة مع جائحة كورونا،
وفرض حظر التجوال بات التسوق عبر الإنترنت أمر لا بد منه...
شاعت طريقة لخداع الناس وهي التقاط صور فوتوغرافية للمنتج الذي يتم بيعه بطريقة يبدو فيها بشكل أفضل،
من خلال إعداد الكاميرا بطريقة تخفي عيوب المنتج أو تجعله يبدو أكبر مما هي عليه في الواقع
مثل أدوات المطبخ التي أوهمت الكثير أنها ضخمة لكن عند وصولها للمشتري تكون بحجم لعب الأطفال!
تعتبر الدعاية أداة رئيسية في توجيه الرأي العام نحو فكرة ما أو تبني نهج معين،
نحن نرى نفس المحتوى الدعائي مرارًا وتكرارًا حتى نصدق ما نشاهد، ونعترف بوجود الفكرة المعروضة!
إن الرسالة الدعائية ستصل إلى العقل الباطن بصورة غير شعورية لتأخذ حيز لا بأس به من تفكيرنا،
فترى الواحد منا يتكلم عن المحتوى في سياق الحديث بشكل عادي،
فإما يمدحه ويدافع عنه أو يقوم على ذم المحتوى وسرد السيئات،
وفي كلا الحالتين يكون المحتوى الدعائي استطاع أن يلفت الانتباه إليه وهذا هو المطلوب…
الإنسان غالبًا ما يكون ذو طبع فضولي يحب خوض التجارب الجديدة ويُجيد الثرثرة.
استخدام أسلوب الغنج والرقص من قبل عارضات جميلات للترويج عن سلع جديدة،
مثل الإعلان التي شاركت فيه الفنانة هيفاء وهبي والتي فتحت شهية الرجال على تناول المعكرونة.
الأعمال الفنية من مسلسلات وأفلام وإصدار الأغنيات كلها تعتبر مواد دسمة
لا تقل خطورة عن الأخبار والبرامج الإعلامية،
إلا أن الأعمال الفنية تقوم على إدارة العقول من خلال طرح قصة وأحداث تخدم وصول فكرة معينة إلى عقل المشاهد بشكل تكتيكي مزركش عبر شخصيات من لحم ودم مثلنا، ومن غير وعي تجد نفسك حاملًا لأفكار لا تعلم من أين أتت!
إلا أن الأعمال الفنية تقوم على إدارة العقول من خلال طرح قصة وأحداث تخدم وصول فكرة معينة إلى عقل المشاهد بشكل تكتيكي مزركش عبر شخصيات من لحم ودم مثلنا، ومن غير وعي تجد نفسك حاملًا لأفكار لا تعلم من أين أتت!
ولا كيف اقتنعت بها؟! حتى أنك غالبًا لا تشعر بالتغيير الذي طرأ على أفكارك!
في خمسينات القرن الماضي جعلوا النساء تعتاد التدخين لكي يزيدوا من الأرباح،
فقط من خلال ظهور الفنانات في أفلام السينما وهن يمسكن السجائر ويدخنّ أغلب الوقت.
فقط من خلال ظهور الفنانات في أفلام السينما وهن يمسكن السجائر ويدخنّ أغلب الوقت.
تمتلك الأفلام قدرة خارقة على الإقناع، لما تحويه من مؤثرات بصرية وسمعية تجعل المشاهد
يعيش الحالة وكأن هو البطل،
حتى أصبحت صناعة الأفلام شيء مهم جدًا، كونها الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن يستعين بها الإعلام للتأثير على العالم.
حتى أصبحت صناعة الأفلام شيء مهم جدًا، كونها الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن يستعين بها الإعلام للتأثير على العالم.
إن مشاهدة الأفلام أو التلفزيون بشكل مبالغ فيه يمكنها التأثير عليك، سواء كان ذاك التأثير إيجابي أو سلبي،
ومقدار ذلك التأثير يتوقف على قوة انسجام الشخصية مع الدور الذي تؤديه ومدى تعاطفك معها،
فكلما كان التمثيل متقن كلما كان التأثير والتفاعل أكبر…
حاول أن تكون على درجة كافية من الوعي حتى تقدر أن تفصل بين ما يتم تجسيده في الأفلام
وما تقوم بفعله على أرض الواقع.
إن غياب التفكير المنطقي الناقد لأي محتوى جديد ساعد بعض وسائل الإعلام والأخبار المغرضة عبر استخدام المنصات الالكترونية بالتلاعب في العقول وبث ما تريده من أفكار عملت على إخراجها بواسطة المؤثرات البصرية والسمعية من ناحية، والعزف على وتر العاطفة والتأثير على المشاعر من ناحية ثانية، مما فتح أبواب العقل الباطن للترحيب بالمحتوى....
بالإضافة إلى أسلوب السخرية والفكاهة التي باتت معظم عقول البشرية تتمتع بها زاد الطين بلة
وساهم في تحويل كل خبر مصيري إلى خبر تافه مما أدى إلى تجرد الخبر من المصداقية وفقدان الجدية في الأمر.
انتهت الحلقة الخامسة عشر من كتاب لمبة واحدة لا تكفي.
انتهت الحلقة الخامسة عشر من كتاب لمبة واحدة لا تكفي.
كتاب تنمية نال مرتبة التميز في مسابقة مؤسسة هبة بنداري للتنمية لعام 2022
من أجل القراءة رابط التحميل المباشر
لسماع الكتاب على قناة اليوتيوب اضغط هنا
الكتاب من مؤلفات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط
يمكنكم طلب الكتاب من موقع نيل وفرات لبيع الكتب اون لاين
الكتاب من إصدار دار واو للنشر والتوزيع في مصر.
تعليقات
إرسال تعليق