تقاليد الزواج الثقيلة والاتجاه نحو تغيير أفكار الارتباط في الحلقة (23) من كتاب لمية واحـدة لا تكفي



الحلقة الثالثة والعشرين من سلسلة اسمع صوت كتاب لمبة واحدة لا تكفي
سأنهي معكم قراءة قسم صراع العقول
في هذه الحلقة:

الحب وحده لا يكفي حين تقف الظروف ضده في مواجهة الواقع،
فالحياة كفيلة بأن تقدم لنا المعارك لاختبار قوة ذاك الحب.

الأمر السيئ أن الشاب يشتري الحب بالمال،
والأسوأ من ذلك كله أنه غير مدرك إن ذهب المال ذهب كل شيء!

الأجدر بالشاب أن يبحث عمن يحبه لشخصه،
وليس لمقدار حجم ثروته بدلًا من هدر الأموال هباءً منثورًا عمّن يحب هو!

لربما يصبح الزواج أقل صعوبة وأسهل إذا تغيرت المفاهيم التي تحيط حوله...

يوجد عائلات في مجتمعنا تصنع من بناتها طعم لتجذب العريس،
لتتحول بعدها إلى سلعة باهظة غير مقبول التفاوض عليها
بالرغم من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلد.

لقد دخلت أرقام المهور التنافس مع كنز مغارة علي بابا،
والطلبات يلزمها مصباح علاء الدين السحري كي تتم،
مما أدى إلى حالة واضحة من الركود في حالات الزواج.

توجيه أصابع الاتهام على الشباب بأنهم لا يرغبون في تحمل المسؤولية والاستقرار الأسري!

بات الشاب العصامي ينفر من فكرة الزواج من بنت بلده،
والاتجاه نحو زواج الأجنبيات والذي بتنا نسمع عنه بكثرة بعد حركات النزوح والهجرة.

المرأة الأجنبية رأت في الرجل الشرقي ما لم تراه ابنة بلده من شهامة وأمان ومسؤولية تجاه العائلة.

تفكير الرجل قد تغير نحو موضوع مواصفات الشريكة الزوجية...

في القرن الماضي كان محور اختيار الرجل يدور حول المرأة الجميلة لاعتقاده أنه سيعيش في الجنة،
وأن ما يقدمه من غالي ونفيس سيكون رخيص مقابل الهناء والسعادة الذي سوف يعيشه في المنزل…

اليوم فالرجل يبحث عن المرأة الذكية التي تعرف كيف تستفيد من المحيط حولها بأسرع طريقة
وأسهل وسيلة في حل ما يواجه الأسرة من مشاكل اقتصادية كانت أم اجتماعية،
والسبب يعود إلى التطور الذي يفرض حضوره في جميع المجالات وكثرة التحديات أمام تأمين حياة لائقة.

نحن وصلنا إلى زمن الذكاء فيه يصنع الجمال بينما الجمال وحده لا قيمة له دون ذكاء.

تختلف تقاليد الزواج من بلدٍ إلى آخر...

إن حصل الانفصال بين الزوجين يتقاسم كل منهما أملاك الآخر التي حصل عليها بعد الزواج مناصفة
بحسب القانون المدني في بعض البلاد.

في المجتمع الشرقي إن حصل الانفصال فإن الزوجة لا تحصل إلا على قيمة مؤخر الصداق المكتوب في عقد الزواج!
هذا وإن حصلت عليه تكون شُجاعة...

لا قيمة لمؤخر الصداق مع تقادم تاريخ العقد المبرم ومرور السنين إن كان متفق عليه بالعملة المحلية.

لا شيء يوازي خراب البيوت ودمار أسرة.

تدخين النرجيلة عادة قديمة عرفتها الإمبراطورية الفارسية أولًا في القرن السادس عشر،
ثم انتقلت إلى بلاد الشام وما بين النهرين فأصبحت من العادات اليومية السيئة للعرب.

ارتياد المقاهي بشكل مبالغ فيه يدل على الوقت الفائض وذلك الوقت يأتي من الفراغ،
والفراغ يعني عدم وجود أي عمل يقام سوى قتل هذا الفراغ بالذهاب إلى المقاهي...

تكرار الذهاب إلى المقاهي يصبح عادة سيئة عندما يكون هذا الفعل عمل لمن لا عمل له!

لقد برهنت دراسات علم الاجتماع من خلال إحصاء قامت به في دول متعددة،
أنه كلما ازدادت نسبة البطالة في بلد ما ازداد عدد المقاهي فيها...

كتب الفيلسوف العربي ابن خلدون في كتابه الشهير (مقدمة ابن خلدون) عن هذا الأمر قائلًا:
أن ازدحام فئة الشباب في المقاهي يدل على البطالة بين أفراد الطبقة العاملة،
وهذا أمر خطير يؤدي إلى انهيار الدولة إن لم يعالج بسرعة!

هناك تقاليد قديمة في مجتمعنا حبذا لو حافظنا عليها دون تكلف أو مبالغة مثل إكرام الضيف،
وإغاثة الملهوف ونجدة الضعيف في ظهور الحق...

ما كان في السابق قد لا يكون في الحاضر لأن الحياة في تغير مستمر
بسبب ما وصلنا إليه من تطور سريع على مختلف الأصعدة
أدى إلى تفاوت كبير بين العقول ومنه اختلاف الآراء والأفكار.

أن معرفة السبب الذي يجعل المرء منقاد خلف المجموعة دون تفكير،
أهم بكثير من لومه واتهامه بنقصان العقل!

يوجد أسباب كثيرة تجعل من المرء تابع للمجموعة،
أولها الخوف الذي يسيطر على عقول الكثير منهم،
دون السؤال كيف أتت الأفكار ومن أين؟!

هناك أشياء ومواضيع تسيطر على تفكيرنا لدرجة أننا نسمح لأنفسنا العيش ضمن نطاق الإعاقة الفكرية،
بحيث لا نتقبل الخسارة في أي نوع من الحوارات ونتهم الآخرين بالجهل بينما قد نكون نحن الجهلاء!

في مجتمعنا إن أي اختلاف بالأفكار بين اثنين كثيرًا ما يؤدي إلى خلاف بينهما.

أن أي اختلاف من شأنه القيام على اكتساب أفكار جديدة لكلا الجانبين،
وقد ينجح المرء في تبني الأفكار الجديدة ويقوم بالتغيير اللائق وقد يفشل في ذلك،
لأن الجميع لا يملكون نفس القدرات اتجاه استقطاب الصالح منها والعمل عليه.

معظم الفئات الاجتماعية تعاني من سبات فكري لا أحد يعلم متى يحل عليها الربيع!

هناك أفراد ترفض رفضًا جذريًا قبول أي شيء من الماضي،
ومتحمسة إلى خلع معطف الأجداد المتوارث في أقرب فرصة،
كي يرتدي الواحد منهم التصميم الحديث دون الاهتمام بالقياس المناسب.

من الأفضل دائما التفكير قبل اللحاق بالمجموعة وتبني أي فكرة سواء كانت قديمة راسخة أو عابرة جديدة،
لأن الأفكار التي تدور في رأسك هي مصدر الطاقة الحركية لأي فعل تقوم به فيما بعد.

انتهت الحلقة الثالثة والعشرين من كتاب لمبة واحدة لا تكفي
وانتهى معها قسم صراع العقول.


  لمبة واحدة لا تكفي

كتاب تنمية نال مرتبة التميز في مسابقة مؤسسة هبة بنداري للتنمية لعام 2022

من أجل القراءة رابط التحميل المباشر

لسماع الكتاب على قناة اليوتيوب اضغط هنا 

الكتاب من مؤلفات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط

يمكنكم طلب الكتاب من موقع نيل وفرات لبيع الكتب اون لاين  

 الكتاب من إصدار دار واو للنشر والتوزيع في مصر.       

تعليقات