ما قصة الرقم (13) مع الحظ السيئ؟ وهل الخرافة تتحكم في طريقة التفكير؟ الحلقة (24) من كتاب لمبة واحدة لا تكفي


الحلقة الرابعة والعشرين من سلسلة اسمع صوت كتاب لمبة واحدة لا تكفي
سأبدأ في قراءة قسم جديد يعنوان التفكير الخادع
في هذه الحلقة:

أغلبية سكان الكرة الأرضية الذين يأخذون من الخرافة نمط حياة!
هناك سؤال خطير: مَن الذي يتحكم بالثاني؟ هل الخرافة تتحكم بنا؟! أم نحن ما نزال نستطيع التحكم بها؟!
قبل الإجابة عليك أن تفكر وتصارح نفسك بالحقيقة، علّك تعيد صياغة مفاهيمك عن الأمور قبل فوات الأوان…

لا يمكن القول أن الخرافة حديثة العهد بل هي موجودة في الماضي القديم جدًا ولا تنتسب إلى زمن محدد.

منذ نشأة الحضارات وظهور الكوارث الطبيعية بدأت الحكايات والروايات المتناقلة شفويًا على ألسنة البشر،
حيثما لم يجدوا تفسير علمي أو منطقي للأحداث التي كانت تحصل معهم،
فقاموا على اللجوء إلى نسج قصص خيالية فيما بينهم وخلق شخصيات تحمل صفات خارقة
غير موجودة في الحياة الواقعية.


بعض الحكايات الخرافية تحولت إلى أساطير تاريخية غير موجودة في الحياة الحقيقية،
إلا أن الكثير منها ما يزال يُعتقد أنه حدثت بالفعل في مكان وزمان ما،
مما جعل تلك الحكايات والأساطير أكثر إثارة من أي وقت مضى..

بعض الشخصيات الخرافية عاشت في أفكار الناس داخل عقولهم متحولة إلى إرث شعبي تناقله الأهل إلى الأبناء
عبر سردها لهم من خلال قصص ما قبل النوم.

تنتهي القصص الخرافية غالبًا بنهايات سعيدة تحوي دروس أخلاقية مبطنة موجهة للأطفال،
ومن أشهرها ليلى والذئب...

الخرافة ما تزال جزء من حياتنا اليومية باعتبار أنها لم تأتي صدفة وإنما بسبب كائن،
فلا يكاد يمر علينا موقف أو موضوع إلا ونربطه بأشياء خرافية بطريقة غير شعورية أو بلا وعي!

منذ كنا صغارًا أو بالأحرى من حين ولادتنا وُلدت معنا تفسيرات خرافية،
ثم كبرنا سوية يوم بيوم مع تلك الأحاديث الخرافية...

المقلق أن بعض الأشخاص يقوم بتوريد الخرافة إلى أولاده،
وهم ينقلونها إلى أولادهم... وهكذا دواليك يعملون على نقل إرث مهترئ بني على وهم وسراب!

كانت الطفولة أيامنا بريئة ساذجة، نقوم على تصديق كل ما يقال لنا بسهولة،
والأهل كانوا يستغلون تلك النقطة لصالحهم مما أدى إلى خروج جيل خرافي يتقبل الأفكار الخرافية
أكثر من الأفكار العلمية المبنية على الدراسات والبراهين.

في الوقت الحالي أصبحت تلك الأساطير مجرد قصص في الذاكرة لا أكثر،
فهذا الجيل من الأطفال لم يعد ينجذب لمثل تلك القصص الخيالية...

مع تطور التكنولوجيا وإصدار ألعاب الكترونية حديثة لن يأبه أطفالنا لسماع هذه الحكايات القديمة،
فهم لن يروا فيها أي متعة وإثارة! ولم يعد لها صدى للتأثير عليهم.

اليوم يقف الطفل أمامك يسأل يناقش يعاند ولا يقتنع بسهولة،
مما جعل مهمة حشو أي فكرة في عقله من المهمات الصعبة.

البعض ما يزال يحافظ على الإرث الخرافي وهو لا يعلم ذلك،
لكن أن يكون هناك مجتمع بأكمله أو شعب ينقل هذا الإرث كما هو عبر التاريخ
حتى يصبح ثقافة للمنطقة أو حضارة وهو يعلم أنه مجرد خرافة فهذه مصيبة كبرى!

على المرء أن يشغّل عقله قبل كل فعل، ولا يقوم باتباع الجماعة في أفعاله دون تفكير مسبق!

لو كل شخص منا قام بتشغيل ذرة من عقله لاستطعنا أن نقف في وجه الأفكار العشوائية كالسد المنيع.

البحث المستمر عن حقيقة المواضيع وما تحمله من أفكار غريبة،
والقيام بعمليات تصفية وتنظيف بشكل يومي على ما يجول في عقولنا،
فليس كل ما نراه عبر وسائل التواصل حقيقي أو ما سمعناه صحيحًا!

هناك من يأخذ فتح الفنجان والنظر بداخله -قراءة فال- مهنة يستغلون فيها الناس
مدعين أنهم يعرفون الاطلاع على المستقبل،
وهذا كله محض خرافة لا يصدقها إنسان عاقل، لأن الغيب لا أحد يعرفه سوى الله تعالى.

يقوم البعض بالدق على قطعة خشبية عندما يذكرون حظهم الجيد خوفًا من لحاق الحظ السيء بهم،
وقد يكتفون بعبارة "دق على الخشب"

التفسير الأول لسبب النقر على الخشب هي أن هذه العادة من اختراع الوثنيين الأوربيين قديماً،
وذلك لطرد الأرواح الشريرة بعيداً عن منازلهم لمنعها من مطاردة حظهم الجيد وتدميره...

أما التفسير الثاني فيقول إن بعضاً من الذين كانوا يعبدون الأشجار كانوا يقومون بلمسها
في حال أرادوا الصلاة من أجل الأرواح والآلهة التي تعيش بداخلها،
أو كنوع من الشكر والامتنان لها بعد سلسلة من الحظوظ الجيدة...

على مر القرون تحولت بعض الطقوس والمعتقدات الدينية إلى خرافات ترتبط بالحظ والحسد.

وهناك الكثير من الأشخاص في البلاد الأوروبية يربط الرقم 13 بالحظ السيء،
فالرواية تقول أن حوادث تاريخية مؤسفة كان بطلها 13 مما جعلهم يعتقدون أن هذا الرقم شؤم وشر عليهم.

مهما تعددت التفسيرات الوهمية تبقى الخرافة اعتقاد خاطئ،
أو فكرة قائمة على التهيؤ دون وجود برهان حسي وتفكير منطقي مبني على العلم والمعرفة.
انتهت الحلقة الرابعة والعشرين من كتاب لمبة واحدة لا تكفي.


  لمبة واحدة لا تكفي

كتاب تنمية نال مرتبة التميز في مسابقة مؤسسة هبة بنداري للتنمية لعام 2022

من أجل القراءة رابط التحميل المباشر

لسماع الكتاب على قناة اليوتيوب اضغط هنا 

الكتاب من مؤلفات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط

يمكنكم طلب الكتاب من موقع نيل وفرات لبيع الكتب اون لاين  

 الكتاب من إصدار دار واو للنشر والتوزيع في مصر.        

تعليقات