هل تتشاءم من طائر البوم؟ وما قصة لعنة الفراعنة في مصر! الخرافة في الحلقة (25) من كتاب لمبة واحدة لا تكفي

الحلقة الخامسة والعشرين من سلسلة اسمع صوت كتاب لمبة واحدة لا تكفي
أتابع قراءة قسم التفكير الخادع والمزيد من الخرافات
في هذه الحلقة:

مهما تعددت التفسيرات الوهمية تبقى الخرافة اعتقاد خاطئ،
أو فكرة قائمة على التهيؤ دون وجود برهان حسي وتفكير منطقي مبني على العلم والمعرفة.

الخرافات ما تزال تمثل جزء كبير من الحياة اليومية لمعظم الناس،
فبالرغم من ثورة التكنولوجيا والتطور العلمي الذي نعيشه حافظت المعتقدات الخرافية

على حضورها مثلها مثل الأمثال الشعبية!

المثل الشعبي مقولة قالها الأجداد في موقف اجتماعي معين تلخص ما حدث آنذاك،
وربما يكون هذا الموقف مبني على قصة خرافية أخذ بها الناس على أنها قصة حصلت في يوم ما!

حتى لو أنها بعيدة كل البعد عن الواقع الذي نعيشه حاليًا، إلا أنها موجودة نمررها خلال اليوميات إلى حد الآن،
والكثير منها لا تصلح لهذا الزمن!

بعض القصص والأمثال ترسل رسائل لا تناسب تحديات العصر

وقد تؤثر بطريقة ما على تصرف الشخص وتفكيره....

هناك من يعتقد أنه يوجد أشياء وأماكن ملعونة، حيث اللعنة تحل على من يقترب إليها أو يجادل في حقيقتها!

من بينها "لعنة الفراعنة" التي تصيب بالمرض أو الموت كل من ينتهك قبور الفراعنة،

ويزعج المومياء المتواجدة داخلها خصوصًا فرعون!

وأقل ما تفعله تلك اللعنة هو الإصابة بالحظ السيء!

تلك اللعنات بدأت مع عمليات البحث والاستكشاف على الكنوز المدفونة في القبور،

وهذه اللعنة لا تميز بين اللصوص وعلماء الآثار.

لعنة الفراعنة خرافة لا أساس لها، وما حصل من عقود بالنسبة إلى حوادث الوفاة التي حدثت بعد فتح المقابر
سببه طبيعة هواء الغرف المغلقة منذ ما يزيد عن ثلاثة آلاف عام،
والتي تحوي مواد التحنيط وَالمومياء المحنطة مما قد يساهم في انبعاث غازات ملوثة سامة،
بينما في الوقت الحاضر تطور أسلوب فتح الغرف وأصبح يحصل بطريقة علمية بعيدة عن الخطورة
التي كانت تسببها تلك العملية سابقًا.

قصة لعنة الفراعنة قد يكون ابتدعها المصريون قديمًا بغرض ترهيب اللصوص
التي كانت طامعة في نهب كنوز المقبرة لبيعها إلى مهربين خارج مصر.

آمن العرب بخرافات متعددة إذ كانت تختلف من بلد إلى آخر بحسب ظروفه البيئية والاجتماعية
حتى وصلت في بعض البلدان النامية إلى درجة الصواب وعدم التشكيك فيها...

طائر البوم عند العرب نذير شؤم وخراب وسوء حظ،
طائر البوم في الحضارة الإغريقية رمز للحكمة والمعرفة كون آلهة الحكمة الإغريقية "أثينا"

كانت تحمله دائما على كتفها…
ظهر البوم في الكتابة الهيروغليفية رمز حرف الميم،

مما يشير على أن المصريين القدماء لم يعتبروا هذا الطائر مصدر شؤم.

بينما طغى بين الشعب الروماني اعتقاد أن طائر البوم مخلوق شرير ورمز للموت...

أما في الهند فقد اختلفت النظرة إلى ذاك الطائر باختلاف المجتمعات فيها،
فقد كانت لدى القدماء رمز للحكمة والمساندة والنبوءة،
لكنها فيما بعد ارتبط رسمها بالحماقة وَالثروة الضائعة،
ثم تغيرت المعتقدات فباتت في العصور الوسطى رمز المرض، الهلاك والموت.

بقي طائر البوم يتأرجح بين المفاهيم المختلفة،
ففي أوروبا صوّرها البعض رمز للعناد، في حين صوّرها آخرون رمز رباطة الجأش،
وهذه الصفات الذي يتمتع بها هذا الطائر نابعة من العديد من الأساطير والثقافات التي أدرجت البومة
في قصصها على أنه طائر حكيم وذكي

في الواقع طائر البوم مثله مثل كل الطيور التي تندرج تحت تصنيف الطائر الأليف،
ويمكن تربيته في المنازل مثل الببغاء والحمام وغيره...

لو علم الفلاحون حجم منفعة طائر البوم لهم لكانوا امتنعوا عن استخدام المبيدات شديدة السُمِّية،
وتغيرت نظرة البعض لهذا الطائر الذي بإمكانه أن يخلّصهم من القوارض والزواحف،

وتحوله من نذير شؤم ليصبح فأل خير.

في الحقيقة لا أحد من مجتمعنا العربي يرغب في تربية هذا الطائر المظلوم،
وفكرة اقتناءه ما تزال مرفوضة رفض بات،

لأن المفهوم الخرافي على أنه طائر يجلب النحس والفقر يلاحقه إلى هذا اليوم!

علماء النفس وجدوا بعد أبحاث وإحصائيات كثيرة أن الذين يؤمنون بالخرافة وضعوا معادلة
مفادها أن هناك صلة بين الأحداث التي تحصل معهم بشكل متزامن مع بعضها البعض،
منها ما يكون نذير شؤم بينما الأخرى تجلب لهم الحظ الجيد و يمكنها أن تحميهم من السوء…

قصة خرافية قديمة تحولت إلى عادة عند الأتراك، سكب المياه على الطريق خلف المسافر يجعل الرحلة سهلة ويسيرة.
هناك أفكار ومعتقدات تمتلك جذور عنيدة داخل العقل، لا يمكن اقتلاعها بسهولة.
انتهت الحلقة الخامسة والعشرين من كتاب لمبة واحدة لا تكفي.

  لمبة واحدة لا تكفي

كتاب تنمية نال مرتبة التميز في مسابقة مؤسسة هبة بنداري للتنمية لعام 2022

من أجل القراءة رابط التحميل المباشر

لسماع الكتاب على قناة اليوتيوب اضغط هنا 

الكتاب من مؤلفات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط

يمكنكم طلب الكتاب من موقع نيل وفرات لبيع الكتب اون لاين  

 الكتاب من إصدار دار واو للنشر والتوزيع في مصر.