الرحلات الوهمية مع الإسقاط النجمي طريقًا إلى الجنون الحلقة (30) والأخيرة من كتاب لمبة واحدة لا تكفي


الحلقة الثلاثين والأخيرة من سلسلة اسمع صوت كتاب لمبة واحدة لا تكفي نواصل قراءة قسم التفكير الخادع مع نهاية الكتاب في هذه الحلقة:
سوف نسلط الضوء على ظاهرة الإسقاط النجمي
التي شغلت الكثير من محبي المغامرة وخوض التجارب الاستثنائية…
الإسقاط النجمي كما يصفها البعض هي حالة انفصال الوعي عن الجسد، وهي أشبه بخروج الروح عن الجسد تمهيدًا للسفر على المستوى النجمي
بعيدًا عن المكان والزمان التي كانت فيه
وبحسب من قام بالتجربة أكد أن الروح والعقل أو ما يدعى بالجسم الأثيري
يجب أن تكون مفعلة بأعلى طاقتها وهو ما يعتمد بالأساس على قوة التفكير في مكان هادئ
عبر ممارسة التأمل لفترات طويلة من الزمن والتركيز على طريقة التنفس.
بالرغم من وجود مؤلفات وكتب تشرح تقنيات السفر خارج الجسد
إلا أن نجاح التجربة يعتمد على الشخص ذاته، ومدى استعداده الروحي والنفسي لخوض تلك التجربة.
الإسقاط النجمي أشبه بالقيام برحلة عبر آلة الزمن التي اشتهرت قصتها في الأفلام السينمائية، ولقد لاقت رواجًا بين الناس لا سابق له عن غيرها من الأفلام لما تحمله من إثارة وغموض..
بينما الدراسات العلمية أكدت إن أغلب الأشخاص الذين قالوا إنهم سافروا بوعيهم، ورأوا أشياء وأحداث بعيدة عما هم عليه أثناء اليقظة كانوا تحت تأثير التنويم المغناطيسي.
عملية الإسقاط النجمي ليست إلا رحلة وهمية يقوم بها العقل خارج نطاق الوعي والإدراك، فأي كائن بشري لا يستطيع مغادرة عقله أو بالأصح أي عقل لا يقدر على مغادرة صاحبه وإن غادره بات الأنسان فاقد العقل أي أنه أصيب بالجنون!
أشار الباحثون إلى عدم وجود دليل علمي واحد على مغادرة الوعي للجسد، إذ لا يمكن للوعي أن يوجد خارج الدماغ!
وأن ما يحصل هو شعور يشمل الإحساس بالطفو خارج الجسد
ورؤية العالم من منظور مختلف عما هو فيه، وأن ما يحدث لصاحب التجربة هو حقيقي دون أدنى شك لكن لا يتعدى أن يكون مجموعة قوية
من الأوهام سيطرت على تفكيره…
حذرت الهيئة العلمية من العبث بالطاقة الفكرية،
ومن ارتكاب الأخطاء بمجرد خوض مثل تلك التجارب
كما أشارت إلى أن المصابون بنوبات الصرع هم أكثر عرضة لتجارب كهذه، والتي يجري وصفها بأنها إحدى نوبات الهلوسة إن حدثت بشكل كثيف ومتكرر، وهو ما يفسره الأطباء بأنه نتيجة الإجهاد والإرهاق والصدمة التي يتعرض لها العقل البشري.
تبقى ظاهرة الإسقاط النجمي عبارة عن عالم خيالي يقع في اللاوعي، حيث يستطيع البعض الذهاب إلى عالمهم الوهمي وفعل أي شيء في الخيال
ما لا يستطيعون فعله على أرض الواقع.
الحقيقة التي يجب ألا نغفل عنها هي أن الروح لا تفارق الجسد الا عند الموت!
الفكرة المسبقة تجعلك لا ترى بوضوح،
افتح عقلك… اِنصت وفكّر ولا تجعل عقلك يخدعك عبر التفكير الخادع.
عندما ينساق الفرد إلى أي فعل يقوم به مجموعة من الناس
دون أدنى فكرة عما يقوم به أو أي تفكير مسبق للأمر، اعلم أنه سيقع أمام أمرين لا ثالث لهما...
فإما أنه سيجني على نفسه ذكريات قد تسبب له الإحراج طوال حياته
مهما كانت نتائج التجربة مثيرة، أو سيخوض مغامرة سيئة تكلفه الكثير من الوقت والجهد، وربما ستسرق منه الصحة وهي أغلى ما يملك، وفي كلا الحالتين هو وحده من سيدفع الفاتورة.
هناك مقولة تقول العضو الذي لا يعمل يضمر،
والعقل من الأعضاء التي يجب أن نستخدمها دائمًا، وإلا أصابه الكسل والخمول، وقد يصل إلى نقطة التجمد في مرحلة معينة يتعطل معها التفكير، لينقاد بعدها وراء أسلوب التقليد الأعمى بلا خلفية علمية أو أدنى معرفة بالذي يفعل.
البحث المستمر في المكان الصحيح حتى تحصل على المعلومة الصحيحة، فليس من الجيد أن تبقى متمسك بأفكارك إذا بان لك عدم صحتها!
الكلمة التي تقال في غير محلها ستكون شبهة،
والعمل الذي نخجل أن نواجه به الناس هو جناية.
في كل أمر من قول وفعل علينا التفكير جيدًا في العواقب
وما ينتج عن ذلك من سلبيات أو إيجابيات جراء ما قد قلناه أو فعلناه.
التفكير الناجح المتزن يعالج المشاكل يدرس الأسباب والنتائج، بينما التفكير الأحمق يولد التوتر ويؤدي إلى الانهيار العصبي ومنه إلى الانتحار.
مهما اختلفنا في الآراء يبقى الاحترام والحوار الراقي سيد الأخلاق، نترك فسحة للعقل من أجل التفكير بطريقة مريحة تقوده للتغيير إن وجب الأمر
كل فكرة قابلة للتطور والتحديث ما دامت تملك مساحة كافية كي تتحرك، وأي قوة ضغط عليها ستكون معرضة للتصلب.
العقل المرن يظل قابل للتجديد، العقول المتحجرة لا مكان لها على هذا الكوكب. انتهت الحلقة الثلاثين من كتاب لمبة واحدة لا تكفي، وصلنا إلى نهاية الكتاب.

  لمبة واحدة لا تكفي

كتاب تنمية نال مرتبة التميز في مسابقة مؤسسة هبة بنداري للتنمية لعام 2022

من أجل القراءة رابط التحميل المباشر

لسماع الكتاب على قناة اليوتيوب اضغط هنا 

الكتاب من مؤلفات الأديبة والكاتبة الروائية نور شحط

يمكنكم طلب الكتاب من موقع نيل وفرات لبيع الكتب اون لاين  

 الكتاب من إصدار دار واو للنشر والتوزيع في مصر.          

تعليقات