"حلب ست الكل" وملايين الدولارات حول القلعة

"حلب ست الكل" وملايين الدولارات حول القلعة

"حلب ست الكل" وملايين الدولارات حول القلعة


 حملة "حلب ست الكل" جسّدت فكرة أن المدينة ليست وحدها
في زمن تتكاثر فيه الجراح وتتثاقل القلوب بالهموم، يأتي فعل العطاء ليكون المسعف في إعادة النبض لمعنى الحياة… 
العطاء هو القصيدة الوحيدة التي لا تحتاج إلى شاعر، لأنها تُكتب بحروف التضامن والتكافل، وتُقرأ من دموع الامتنان التي تلمع في عيون الناجين.
عندما يمد المتبرع يد العون فهو لا يمنح شيئًا من فائض ماله فحسب، بل يروي أرض مزروعة بالأمل عطشى للنماء.
التبرعات ليست مجرد أموال تُجمع أو مواد تُوزع، بل هي رسالة حب موجهة إلى الذين أنهكتهم الحروب والمحن.

"العطاء هو اللغة الوحيدة التي يفهمها الجميع بلا ترجمة."

حملة "حلب ست الكل" لم تكن مجرد مبادرة اجتماعية، بل كانت صرخة وجدانية أعلنت فيها أن حلب ليست فقط بناء معماري مميز أو أصناف شهية من المأكولات! وإنما هي أم تحضن أبناءها من جميع الأحياء والطوائف مهما اشتدت بهم العواصف.

الحملة دعوة مفتوحة لأن يبقى العطاء لغة مشتركة، وأن تتحول التبرعات إلى جسور رحمة تعيد وصل ما انقطع بين المدن والقرى.

" حلب ست الكل" أشبه بيدٍ حانية تمسح غبار الحرب عن الوجوه، وتعيد بناء المدارس والمستشفيات المهدومة كي تمنحها شيئًا من دفء الحياة، وتبني بيوتًا زاهية تليق بأهل الخيام المهترئة.  

"الوطن يُبنى بالقلوب المتكاتفة قبل الحجارة."

حملة "حلب ست الكل" لم تكن مجرد حدث اجتماعي أو إعلامي، بل كانت انعكاس لوجه سوريا الحقيقي: وجه الكرامة والصبر والقدرة على النهوض من تحت الرماد. 

فالهدف الأساسي من الحملة دعم إعادة تأهيل البنى التحتية وإعمار المحافظة، بما يشمل القطاعات الخدمية والاقتصادية. 

لم تكن حلب وحدها في المشهد؛ فقد شهدت محافظات سورية أخرى حملات مشابهة تدعو إلى التبرع والمشاركة في عملية البناء.


حملات سوريا رسائل موجهة إلى دول العالم

سوريا لم تقم بتلك الحملات من عبث، بل أرادت إيصال رسائل إلى دول العالم تحمل دلالات قوية. 

في دمشق، في إدلب، في حمص، وفي كل محافظة سورية، ترددت أصداء تلك الحملات التي دعمتها أبناء سوريا ليشارك الجميع في بناء وطنه. 

حملات المدن أظهرت أن المجتمع السوري قادر على النهوض رغم سنوات الحرب بما عاشه من حظر وعقوبات دولية.

وأن السوريين، رغم الجراح، يملكون القدرة على تحويل الألم إلى فعل جماعي يفتح أبواب المستقبل.


"حلب ست الكل" وملايين الدولارات حول القلعة

تصدّرت حملة "حلب ست الكل" المشهد الإعلامي السوري، حيث أعلنت الجهات الرسمية عن جمع مئات الملايين من الدولارات خلال ثلاثة أيام التي قضتها الحملة. 

مشاهد الحملة بدت مثل حفل جماعي، تخلله عروض فنية وتراثية من قلب الحدث، لتذكّر المجتمعات أن الثقافة جزء من عملية الإعمار.

مزادات علنية، تبرعات من رجال أعمال ومؤسسات، وتصفيق حار يرافق كل رقم جديد يُعلن على المنصة. 

لكن خلف هذه الأضواء، يظل السؤال حاضرًا: هل هذه الأرقام الضخمة حقيقة على الأرض، أم مجرد عرض إعلامي يفتقر إلى الشفافية؟

"الشفافية هي الجسر الوحيد الذي يمكن أن ينقل التبرعات من دفاتر الحسابات إلى حياة الناس."

حملة "حلب ست الكل" مرآة مزدوجة

الأرقام الكبيرة التي أُعلنت في الحملات تبقى بلا معنى إن لم تتحول إلى مشاريع ملموسة على الأرض.

تبرعات الملايين، إن صحّت، هي قصائد تضامن تُكتب بقافية الأمل، لكنها قد تتحول إلى حبر على ورق إذا لم تجد طريقها إلى مشاريع حقيقية تعيد الحياة للمدن السورية. 

فالعطاء لا يُقاس بالأرقام وحدها، بل بما يتركه من أثر ملموس في حياة الناس.

حملة "حلب ست الكل" هي مرآة مزدوجة، الوجه الأول منها وجهٌ رسمي يعلن عن أرقام ضخمة ويحتفي بالتكافل، ووجه آخر شعبي يتساءل عن حقيقة هذه الأموال ومصيرها. 

بين هذين الوجهين، يبقى السؤال مفتوحًا:

هل نحن أمام نهضة إنسانية حقيقية، أم أمام عرض إعلامي يلمع في الشاشات فقط ليذوب على أرض الواقع؟




  للاستماع إلى المقال اضغط هنا

لقراءة باقي المقالات اضغط هنا

للمتابعة على قناة اليوتيوب    

تعليقات